السعودية: الرياض: ناقلتا نفط سعوديتان ضمن سفن تعرضت لهجوم قبالة ساحل الإمارات

وكانت الإمارات قالت يوم الأحد إن أربع سفن تجارية تعرضت لعمليات تخريب قرب إمارة الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم والتي تقع خارج مضيق هرمز مباشرة. لكن لم تذكر أي تفاصيل عن طبيعة الهجوم أو الجهة المسؤولة عنه.

ولم تقدم الإمارات معلومات عن جنسيات السفن الأربع أو تفاصيل أخرى بشأن ملكيتها. وقالت الرياض إن اثنتين منها سعوديتان وقالت شركة نرويجية إنها تملك إحدى السفن. وأظهرت لقطات لرويترز أن السفينة الرابعة إيه. ميشيل ترفع علم الإمارات‭‭‭ ‬‬‬وهي ناقلة وقود سفن.

وقالت شركة توم لإدارة السفن إن ناقلتها لمنتجات النفط أندريه فيكتوري المسجلة في النرويج لحقت بها أضرار ”جراء جسم غير معروف في المياه“. وأظهرت صور اطلعت عليها رويترز وجود فتحة في جسم السفينة عند خط المياه.

وقال شاهد من رويترز إن غواصين يتفقدون الأضرار التي لحقت بالسفن.

وسعت إيران، التي دخلت في حرب كلامية متصاعدة مع الولايات المتحدة بسبب العقوبات والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، للنأي بنفسها عن الهجوم يوم الاثنين.

إعلان


ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية هذا الحادث بأنه ”مقلق ومؤسف“ وطالبت بتحقيق لكشف ملابساته.

وقال نائب بارز في البرلمان الإيراني إن ”مخربين من دولة ثالثة“ قد يكونون وراء الهجوم، وذلك بعدما قال يوم الأحد إن الحادث يظهر مدى هشاشة الأمن في دول الخليج.

ومما يعكس حجم المخاوف الدولية، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت من مخاطر ”نشوب صراع عرضي“ وحدوث تصعيد غير مقصود بين إيران والولايات المتحدة فيما يتعلق الاتفاق النووي.

وانسحبت واشنطن العام الماضي من الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي يهدف إلى كبح طموحات طهران النووية. ومنذ ذلك الحين، شددت الولايات المتحدة العقوبات على إيران قائلة إنها تريد خفض صادراتها النفطية إلى الصفر.

*الإمارات تفتح تحقيقا
ويمر من مضيق هرمز خمس استهلاك النفط العالمي من منتجي النفط الخام في الشرق الأوسط إلى الأسواق الرئيسية في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وخارجها. ويفصل الممر المائي الضيق إيران عن شبه الجزيرة العربية.

وكانت قوات الحرس الثوري الإيراني، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، هددت الشهر الماضي بإغلاق المضيق إذا تم منع إيران من استخدامه.

وارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين مع تداول العقود الآجلة لخام برنت عند سعر 71.71 دولار للبرميل في الساعة 0912 بتوقيت جرينتش بزيادة قدرها 1.09.

وقال وزير النفط السعودي خالد الفالح في بيان إن إحدى الناقلتين كانت في طريقها لتحميلها بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة لشحنه إلى عملاء شركة أرامكو السعودية في الولايات المتحدة.

وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود لكن نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين.

وذكرت مصادر تجارية وملاحية أن الناقلتين السعوديتين هما ناقلة النفط العملاقة (أمجاد) والناقلة (المرزوقة) وهما مملوكتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) . ولم ترد شركة البحري على طلب من رويترز للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية يوم الأحد إن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات مضيفة أن عمليات ميناء الفجيرة تسير بشكل طبيعي. وذكرت أن السلطات فتحت تحقيقا بالتنسيق مع الجهات الدولية، ودعت المجتمع الدولي إلى منع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية.

وشهدت أسواق الأسهم في دبي وأبوظبي أكبر تراجع في يوم واحد منذ سنوات اليوم الاثنين حيث انخفض مؤشر بورصة دبي 3.97 بالمئة وتراجعت الأسهم السعودية 3.55 بالمئة.

قالت السعودية يوم الاثنين إن ناقلتي نفط تابعتين لها كانتا ضمن سفن تعرضت لهجوم قبالة ساحل الإمارات، ووصفت هذا الهجوم بأنه محاولة لتهديد أمن إمدادات النفط العالمية، وذلك في خضم حالة من التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

* أمن النفط
وأيدت السعودية والإمارات بشدة العقوبات الأمريكية على إيران عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخصمهما الإقليمي. وبعد إلغاء الولايات المتحدة إعفاءات من العقوبات كانت قد منحتها لبعض مشتري الخام الإيراني، قالت واشنطن إن الرياض وأبوظبي ستساعدان في تعويض أي نقص في إمدادات النفط.

وقال الفالح إن الهجوم استهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في كافة أنحاء العالم.

وأكد على ”المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسبا للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي“.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن ”مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبي على أمن الملاحة البحرية“ مطالبا دول المنطقة ”بتوخي الحذر من مؤامرات عناصر أجنبية لزعزعة الاستقرار“.

وقالت الإدارة البحرية الأمريكية في إشعار يوم الأحد إن الحوادث التي وقعت قبالة الفجيرة لم يتم تأكيدها ودعت إلى توخي الحذر.

وكانت الإدارة قالت في وقت سابق هذا الشهر إن السفن التجارية الأمريكية بما في ذلك ناقلات النفط التي تبحر عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط يمكن أن تستهدفها إيران ضمن عدة تهديدات تشكلها طهران للمصالح الأمريكية.

وقالت واشنطن إنها سترسل حاملة طائرات أمريكية وقوات أخرى إلى الشرق الأوسط بسبب ما وصفتها بالتهديدات الإيرانية، في حين وصفت طهران الوجود العسكري الأمريكي بأنه ”هدف“ وليس تهديدا.