الولايات المتحدة: بولتون: ألغام بحرية إيرانية استخدمت على الأرجح في مهاجمة ناقلات قبالة الإمارات

وقال بولتون إن النهج التي يتسم ”بالحكمة والمسؤولية“ الذي تتبعه الولايات المتحدة التي عززت وجودها العسكري في المنطقة جعل من الواضح لإيران ووكلائها أن مثل هذا الأفعال تخاطر ”برد قوي“ من الولايات المتحدة.

وكان بولتون يتحدث للصحفيين في أبوظبي قبيل قمتين طارئتين عربيتين في السعودية يوم الخميس دعت السعودية إليهما لبحث تداعيات هجمات الناقلات والضربات بطائرات مسيرة بعدها بيومين على محطتين لضخ النفط في المملكة.

ولم تتهم الإمارات أي جهة حتى الآن بالوقوف وراء عملية تخريب أربع سفن، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، قرب إمارة الفجيرة، وهي مركز كبير لتزويد السفن بالوقود خارج مضيق هرمز مباشرة.

واتهمت الرياض طهران بإصدار الأوامر لضربات الطائرات المسيرة المسلحة التي أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عنها. ونفت إيران تورطها في أي من الهجومين.

وقال بولتون لصحفيين في أبوظبي ”أعتقد أنه من الواضح أن هذه (الهجمات على الناقلات) كانت باستخدام ألغام بحرية من إيران بشكل شبه مؤكد“. وأضاف ”لا يخامر عقل أحد في واشنطن شك في المسؤول عن هذا وأعتقد بأن من المهم أن القيادة في إيران تعرف أننا نعرف“.

إلا أن وكالة فارس للأنباء نقلت عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية نفيه لتصريحات بولتون.

ونسبت وكالة فارس عن موسوي قوله ”إثارة هذه المزاعم السخيفة خلال اجتماع مع من لديهم تاريخ طويل من السياسات المعادية لإيران ليس أمرا غريبا... صبر إيران الاستراتيجي ويقظتها وبراعتها الدفاعية سيحبط المؤامرات الخبيثة التي حاكها بولتون وغيره من دعاة الحرب“.

ورفض بولتون التعليق على التفاصيل الخاصة بتحقيق في الهجمات تشارك فيه الولايات المتحدة وفرنسا والنرويج والسعودية، لكنه قال إن الدول وملاك السفن المعنيين يمكنهم فعل ذلك.

* تصاعد التوتر
تعرضت ناقلة إماراتية لتزويد السفن بالوقود وناقلة منتجات نفطية نرويجية للهجوم أيضا. ولفرنسا قاعدة بحرية في أبوظبي.

وقال بولتون إن الهجمات على الناقلات مرتبطة بالهجوم على محطتي الضخ الواقعتين على خط أنابيب شرق-غرب في السعودية والهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد.

وأضاف أن هجوما فاشلا استهدف ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر قبل يومين من العملية التي وقعت قبالة ساحل الإمارات. ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من مسؤولين سعوديين.

ويتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المتعدد الأطراف مع إيران ومعاودته فرض عقوبات على طهران مستهدفة بشكل خاص صادراتها الرئيسية من النفط. وتقول إيران إنها لن ترضخ لما وصفته بالحرب النفسية.

وتساند الإمارات والسعودية العقوبات على إيران، وهي عضو معهما في منظمة أوبك لكنها خصهم إقليمي لهما، وتضغطان على واشنطن لاحتواء طهران.

وقال بولتون إن الولايات المتحدة تبحث الخطوات التالية مع حلفائها الخليجيين العرب.

وأضاف ”أؤيد ما نفعله حتى الآن. النقطة المهمة هي أن نوضح لإيران ووكلائها أن هذا النوع من الأنشطة يخاطر برد قوي من الأمريكيين“.

* استعراض القوة
قالت واشنطن إنها بصدد إرسال 1500 جندي إلى المنطقة بعد الإسراع بنشر مجموعة حاملة طائرات هجومية وقاذفات وصواريخ باتريوت إضافية.

وقال بولتون إن الولايات المتحدة تجلب قدرات هندسية ”للمساعدة في دعم المنشآت المرتبطة بالقواعد العسكرية الأمريكية والتابعة للشركاء“. وعبر عن قلقه بشأن التهديدات المتصورة من فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني الخارجية.

وأضاف ”نحن قلقون للغاية من استخدام فيلق القدس وقاسم سليماني فصائل شيعية مسلحة وفصائل أخرى في العراق كوسائل غير مباشرة لمهاجمة سفارتنا في بغداد وقنصليتنا في أربيل ومختلف قواعدنا في أنحاء البلاد“.

ويتخذ مركز العمليات الجوية الأمريكية المشتركة من قاعدة العديد في قطر مقرا له، في حين يتمركز الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين. ويستخدم سلاح الجو الأمريكي أيضا قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي وقاعدة علي السالم الجوية في الكويت.

وزار نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عمان والكويت وقطر هذا الأسبوع. وقال يوم الثلاثاء إن طهران مستعدة للحوار مع الدول الخليجية في زيارة قبيل قمتين طارئتين في مكة الكرمة يوم الخميس. قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يوم الأربعاء إن الهجمات على ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات في وقت سابق هذا الشهر تمت باستخدام ”ألغام بحرية من إيران بشكل شبه مؤكد“.