أخبار: سلوفينيا تعزز قوتها المدفعية باقتناء 12 مدفع هاوتزر فرنسي من طراز CAESAR سداسي الدفع

أكدت سلوفينيا شراء 12 مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز CAESAR سداسي الدفع عيار 155 ملم فرنسي الصنع، وفقًا لمعلومات نشرتها وزارة الدفاع السلوفينية في 13 يونيو 2025. يأتي هذا الاستحواذ في أعقاب انضمام سلوفينيا رسميًا إلى إطار عمل دفاعي أوروبي متعدد الجنسيات، أُنشئ في البداية بين فرنسا وكرواتيا وإستونيا في يونيو 2024. ويشجع هذا الاتفاق الإطاري الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على التعاون في جهود المشتريات الدفاعية المشتركة وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للقارة.

انضمت سلوفينيا رسميًا إلى المبادرة في مايو 2025، إلى جانب بلغاريا والبرتغال، من خلال توقيع التعديل الأول على الاتفاق الإطاري. ويحدد هذا التعديل هيكل ومسؤوليات التعاون، حيث تتولى فرنسا دور المشارك الرئيسي في عمليات الاستحواذ نيابةً عن الدول الأعضاء. أكدت وزارة الدفاع السلوفينية أن الدفعة الأولى من المعدات، التي تشمل 12 وحدة مدفعية من طراز CAESAR سداسية الدفع، وأنظمة استطلاع متكاملة، ونظام قيادة وتحكم مدفعية أطلس، سيتم تسليمها بحلول عام 2028.

مدفع CAESAR (شاحنة مجهزة بنظام مدفعية)، الذي طورته شركة الدفاع الفرنسية Nexter (عضو في مجموعة KNDS)، هو مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 155 مم/52 عالي الحركة، مثبت على هيكل شاحنة سداسية الدفع. يتميز هذا النظام المدفعي المدولب بقوة نيرانه الدقيقة وقدرته على الانتشار السريع، ويدعم ذخيرة معيارية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقادر على إطلاق ما يصل إلى ست قذائف في الدقيقة. وهو مزود بنظام تحكم نيران متطور، ونظام ملاحة GPS، وجهاز حاسوب باليستي لضمان دقة عالية في إصابة الأهداف. بمدى يصل إلى 40 كيلومترًا باستخدام قذائف ERFB-BB وأكثر من 50 كيلومترًا باستخدام المقذوفات المدعومة بالصواريخ، يجمع نظام CAESAR بين الفعالية بعيدة المدى وسرعة إعادة التمركز، حيث يُنجز عمليات الإطلاق والانطلاق في أقل من 60 ثانية.

يتماشى هذا الجهد المشترك في المشتريات استراتيجيًا مع الأهداف الأوروبية لتعزيز التعاون الدفاعي والتآزر الصناعي. وهو يضمن وصول سلوفينيا إلى أنظمة مدفعية موحدة وقابلة للتشغيل المتبادل بين القوات المتحالفة، مما يُبسط الجهود اللوجستية والتدريبية داخل مجتمع الدفاع الأوروبي. كما أن تسليم أنظمة CAESAR مع وحدات استطلاع وقيادة متكاملة يُعزز القدرة التشغيلية لسلوفينيا في بيئات ساحات المعارك الحديثة.

وقد تبنت العديد من الدول نظام CAESAR بالفعل، مما يؤكد جاذبيته العالمية المتزايدة. فقد نشرت فرنسا نظام CAESAR سداسي الدفع على نطاق واسع، وطلبت وحدات إضافية لتحل محل تلك التي نُقلت إلى أوكرانيا. واختارت الدنمارك طراز CAESAR 8x8 الأثقل ليحل محل مدافع الهاوتزر M109 القديمة. جمهورية التشيك في طريقها لإنتاج 62 وحدة من نظام CAESAR 8x8 محليًا. طلبت ليتوانيا 18 نظام CAESAR 6x6 MkII، واستلمت إستونيا 12 وحدة، وطلبت بلجيكا 9 نسخ MkII. قامت أوكرانيا بدمج 49 نظام CAESAR، بما في ذلك الإصدارين 6x6 و8x8، والتي سلمتها فرنسا والدنمارك. ومن بين مشغلي CAESAR الإضافيين المملكة العربية السعودية وإندونيسيا وتايلاند والمغرب، مما يوضح بشكل أكبر أهميته الاستراتيجية العالمية.

لقد تجلت فعالية نظام CAESAR بوضوح في أوكرانيا، حيث لعب دورًا حاسمًا في مقاومة التقدم العسكري الروسي. وتشيد القوات المسلحة الأوكرانية بدقة CAESAR وقدرته على البقاء وقابليته للتنقل، والتي أثبتت أنها حاسمة في مبارزات المدفعية وفي تجنب نيران بطاريات العدو المضادة. وقد تجاوز أداء الهاوتزر التوقعات، ولا سيما قدرته على الحفاظ على جاهزية تشغيلية عالية وفعالية في ظل ظروف صراع شديدة الشدة. عزز دمج الذخائر الموجهة بدقة من قيمتها القتالية، مما أتاح توجيه ضربات دقيقة لأهداف بالغة الأهمية.

يُمثل اقتناء سلوفينيا لمدفع الهاوتزر الفرنسي ذاتي الحركة "سيزار" 6×6 عيار 155 ملم تقدمًا ملحوظًا في تحديث مدفعيتها، وخطوةً ملموسةً نحو تعزيز مكانتها الدفاعية الوطنية والجماعية في أوروبا. ومن خلال مواءمتها مع نظام مُجرّب، واسع الاستخدام، ومُجرّب في المعارك، تُبرهن سلوفينيا على عزمها الاستراتيجي على الحفاظ على التوافق التشغيلي مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي ظل بيئة أمنية أوروبية سريعة التطور، يُعزز هذا الاستحواذ قوة الردع والجاهزية من خلال قدرات مدفعية متطورة وموثوقة.