الجيش الفرنسي يقيم بنشاط نظام قاذفة الصواريخ متعددة الفوهات بيناكا (MBRL) الهندي من أجل التكامل المحتمل في ترسانته، وفقًا للمعلومات التي نشرتها وكالة أنباء آسيان نيوز إنترناشونال (ANI)، وهي وكالة أنباء هندية، في 9 نوفمبر 2024. وأشار ضابط كبير في الجيش الفرنسي إلى أن نظام بيناكا، الذي طورته منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO)، يمكن أن يلبي احتياجات تكتيكية محددة لفرنسا، وخاصة من حيث القدرة على الحركة وقدرات الضربة السريعة.
أكد العميد ستيفان ريشو من الجيش الفرنسي لوكالة آسيان نيوز إنترناشونال (ANI) أن فرنسا تدرس قاذفة الصواريخ متعددة الفوهات بيناكا كجزء من تقييم أوسع يشمل أفضل أنظمة المدفعية الصاروخية العالمية. وصرح العميد ريشو: "نحن نقيم نظام قاذفة الصواريخ متعددة الفوهات بيناكا لأننا بحاجة إلى نظام مثل هذا". "نقوم بتقييم النظام بين الأنظمة الأخرى التي تقدمها أعلى الدول التي تقدم مثل هذه الأنظمة. الهند من بين الدول التي تنتج أعلى الأسلحة." وتؤكد تعليقاته على الاهتمام الاستراتيجي لفرنسا بأداء بيناكا وقدرتها على التكيف وفعاليتها من حيث التكلفة، وهي سمات رئيسية اكتسبت اعترافًا كبيرًا في دوائر الدفاع الدولية.
إن قاذف الصواريخ متعدد الفوهات بيناكا (MBRL)، الذي طورته منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO)، هو نظام مدفعية متحرك متعدد الاستخدامات للغاية مصمم لتقديم دعم ناري سريع وقوي. وهو يخدم في المقام الأول في أدوار القصف، واستهداف مواقع العدو والبنية التحتية وتركيزات الأفراد بدقة ومدى مثير للإعجاب. منذ تقديمه، تطور بيناكا بشكل كبير، مع المتغيرات التي تعزز مداه ودقته وقدرات الحمولة، مما يجعله أداة فعالة في الحرب الحديثة.
يبلغ مدى المتغير الأولي، بيناكا Mk-I، ما يصل إلى 40 كيلومترًا ومجهز برؤوس حربية مختلفة. يمكن أن تطلق قذائف شديدة الانفجار (HE) لتأثيرات انفجارية واسعة النطاق وتفتيت، فعالة ضد الأفراد والهياكل المحصنة بشكل خفيف. كما تدعم Mk-I قذائف زرع الألغام المضادة للدبابات، وإنشاء محيطات دفاعية وعرقلة المركبات المدرعة للعدو. بالإضافة إلى ذلك، يمكنها إطلاق رؤوس حربية حارقة مصممة لإشعال الوقود أو الأهداف القابلة للاشتعال الأخرى، مما يجعلها متعددة الاستخدامات في المهام الهجومية والدفاعية. يحمل كل صاروخ Mk-I ما يقرب من 100 كيلوغرام من المتفجرات، مما يسمح بقوة نيران مركزة في المناطق المستهدفة.
لتلبية الطلب على مدى أكبر، يمتد متغير Pinaka Mk-II إلى مدى تشغيل النظام بين 60 و 75 كيلومترًا. يحتفظ Mk-II بمجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية المستخدمة في Mk-I ولكنه يضيف قدرات التوجيه الدقيق، مما يعزز دقته ويجعله فعالاً للغاية في السيناريوهات التي تتطلب ضربات موجهة ومحكومة. بفضل التوجيه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، يمكن لصاروخ Mk-II توصيل الحمولات بدقة متزايدة، مما يضمن فعالية أكبر ويقلل من الأضرار الجانبية في ساحة المعركة.
يمثل طراز صاروخ Pinaka الموجه قفزة أخرى في قدرات Pinaka، حيث يشتمل على أنظمة توجيه متقدمة تجعله مناسبًا للغاية للمواجهات الدقيقة. مع مدى يصل إلى 75 كيلومترًا، يستخدم مزيجًا من نظام الملاحة بالقصور الذاتي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لضرب أهداف عالية القيمة وحرجة بأقل قدر من الخطأ. هذا الطراز فعال بشكل خاص في مهاجمة الهياكل المحصنة ومراكز القيادة والأصول الاستراتيجية الأخرى، مما يجعله أداة قيمة لاستهداف العمليات التي تتطلب دقة متناهية.
تم تصميم صواريخ Pinaka Area Denial Munition (ADM) لمنع حركة العدو عبر المناطق المخصصة لمهام منع المنطقة. مزودة بذخائر عنقودية، تفرق هذه الصواريخ العديد من الذخائر الصغيرة على مساحة واسعة، مما يؤدي إلى تحييد الأفراد والمركبات الخفيفة بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصواريخ المضادة للدبابات والأفراد على إنشاء حقول ألغام مؤقتة تعمل كرادع، مما يجعل متغير ADM ضروريًا في السيناريوهات حيث يكون وقف تقدم العدو أمرًا بالغ الأهمية.
لتوسيع قدرات Pinaka بشكل أكبر، يتم حاليًا تطوير Extended Range Guided Pinaka (ER-Pinaka)، مع مدى متوقع يصل إلى 90 كيلومترًا. يهدف هذا المتغير القادم إلى تقديم نفس الدقة العالية لمسافات أطول، مما يعزز مرونة المنصة ويجعلها واحدة من أكثر أنظمة المدفعية قابلية للتكيف في ترسانة الجيش الهندي.
توفر قدرة Pinaka على التبديل بين هذه الأنواع المختلفة من الصواريخ قدرة تكيف استثنائية في ساحة المعركة. يمكن أن تطلق Pinaka، المثبتة على مركبة عالية الحركة، دفعة كاملة من 12 صاروخًا في غضون 44 ثانية والانتقال على الفور لتجنب الهجمات المضادة. جعلت هذه القدرة على الحركة، جنبًا إلى جنب مع مجموعة قوية من خيارات الصواريخ، Pinaka خيارًا مدفعيًا مفضلًا للجيش الهندي ومرشحًا قويًا للتعاون الدفاعي الدولي.
تتمتع الهند وفرنسا بشراكة دفاعية طويلة الأمد وقوية تتميز بالتعاون رفيع المستوى ونقل التكنولوجيا والتدريبات العسكرية المشتركة. وقد تعززت هذه الشراكة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مع عمليات الاستحواذ الرئيسية مثل قيام الهند بشراء 36 طائرة مقاتلة من طراز رافال من شركة داسو للطيران الفرنسية وزيادة التعاون في تقنيات الدفاع المتقدمة. تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة منتظمة، بما في ذلك تدريبات جارودا وفارونا، مما يعزز التشغيل البيني بين قواتهما المسلحة.
يعكس اهتمام فرنسا بمختبر بيناكا للمدفعية نطاقًا أوسع لهذه العلاقة. تاريخيًا، كانت فرنسا تحصل على أنظمة المدفعية الخاصة بها من الموردين الأوروبيين؛ ومع ذلك، فإن تقييم بيناكا يشير إلى تحول محتمل نحو استراتيجية شراء دفاعية أكثر تنوعًا. من شأن هذا الاستحواذ أن يمثل علامة فارقة أخرى في العلاقات الدفاعية الهندية الفرنسية، وتعزيز التعاون الصناعي الأعمق ومبادرات الإنتاج المشترك المحتملة. لا يعزز هذا التوافق الصناعات الدفاعية في كلا البلدين فحسب، بل يعزز أيضًا تعاونهما الاستراتيجي في مجال الأمن الإقليمي والعالمي.
يمثل هذا الاستحواذ المحتمل تحولًا محوريًا، حيث كانت فرنسا تحصل تقليديًا على أنظمة المدفعية من الشركات المصنعة الأوروبية أو المتحالفة مع حلف شمال الأطلسي. إن استكشاف منطقة بيناكا الهندية قد يفتح الأبواب أمام توسيع التعاون الدفاعي بين الهند وفرنسا، مما قد يؤدي إلى إرساء مسارات لنقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك والمبادرات العسكرية المشتركة. وإذا تم الانتهاء من هذه الخطوة، فقد تشير إلى تعزيز كبير للعلاقات الدفاعية بين الهند وفرنسا.