بحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة بيلد الألمانية في 15 سبتمبر2024، وافقت ألمانيا على بيع أنظمة مدفعية ذاتية الدفع من طراز RCH 155 عيار 155 ملم متطورة إلى قطر. وفي المقابل، ستسلم قطر 12 من أصل 24 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز Panzerhaubitze 2000 (PzH 2000) إلى أوكرانيا. وسيتم رفع مستوى المركبات إلى المعايير التشغيلية في ألمانيا قبل تسليمها إلى القوات الأوكرانية.
تدل هذه الخطوة على إعادة تنظيم استراتيجي وتصعيد في الدعم الدولي لأوكرانيا وسط صراعها المستمر مع روسيا. ويسمح استحواذ قطر على أنظمة المدفعية RCH 155 لها بتحديث قدراتها المدفعية باستخدام أحدث التقنيات. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يعزز نقل مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع المجنزرة من طراز PzH 2000 إلى أوكرانيا بشكل كبير من قوة المدفعية الأوكرانية بسبب الميزات المتقدمة للنظام، مثل معدل إطلاق النار العالي والاستهداف الدقيق والقدرات بعيدة المدى.
إن نظام المدفعية RCH 155 هو نظام مدفعية متقدم للغاية طورته شركة Krauss-Maffei Wegmann الألمانية (KMW). يتم تثبيته على مركبة مدرعة ذات عجلات من طراز Boxer، ويوفر قدرة أكبر على الحركة والأتمتة مقارنة بمدافع الهاوتزر المجنزرة التقليدية. يتميز النظام بمدفع L52 عيار 155 ملم ويمكنه إطلاق ذخائر موجهة بدقة على مسافات تتجاوز 40 كيلومترًا (حوالي 25 ميلاً).
تعكس عملية الشراء التزام قطر بتحديث قواتها العسكرية بمعدات حديثة. كما تعمل الصفقة على تعزيز العلاقات الدفاعية بين قطر وألمانيا، مما يمهد الطريق للتعاون في مجال التكنولوجيا العسكرية والتدريب في المستقبل.
قبل تسليم مدافع الهاوتزر Panzerhaubitze 2000 إلى أوكرانيا، ستخضع لعملية ترقية شاملة في ألمانيا. ومن المتوقع أن يشمل هذا التجديد إصلاحات فنية وتحديثات برمجية وتعديلات لتلبية المتطلبات المحددة للجيش الأوكراني. ومن المرجح أن تشرف شركات الدفاع الألمانية مثل KMW وRheinmetall على العملية لضمان تسليم المعدات في حالة مثالية.
كانت Panzerhaubitze 2000 دعامة أساسية في المدفعية الحديثة منذ تقديمها في أواخر التسعينيات. وقد استخدمتها العديد من دول حلف شمال الأطلسي، وهي معروفة بقدرتها على إطلاق النار السريع والدقة بعيدة المدى. اشترت قطر في الأصل 24 وحدة لتعزيز قواتها المدفعية. ويشير قرار التخلي عن نصف مخزونها إلى مقايضة استراتيجية للحصول على أنظمة أكثر تقدمًا مثل RCH 155.
إن دور ألمانيا في تزويد قطر بأنظمة مدفعية جديدة وترقية مدافع الهاوتزر لأوكرانيا يؤكد مشاركتها النشطة في مسائل الدفاع الدولية. ويعكس هذا الانخراط المزدوج المصالح الاستراتيجية لألمانيا وموقفها من دعم أوكرانيا.
لقد حافظت قطر بشكل عام على موقف محايد فيما يتعلق بالصراع بين أوكرانيا وروسيا، وغالبًا ما دعت إلى الحلول الدبلوماسية والحوار السلمي. وتؤكد السياسة الخارجية القطرية تقليديًا على الوساطة وحل النزاعات. لقد شاركت الدولة في جهود دبلوماسية مختلفة في الشرق الأوسط وخارجه ولكنها لم تنضم علنًا عسكريًا إلى الصراع الأوكراني الروسي. ومن المرجح أن يكون أي تحول كبير في موقف قطر، وخاصة فيما يتعلق بالدعم العسكري، مصحوبًا بتصريحات رسمية وتغطية إعلامية واسعة النطاق.
إذا تم تأكيد ذلك، فإن قرار قطر بشراء أنظمة المدفعية RCH 155 وتزويد أوكرانيا بنصف مدافع الهاوتزر PzH 2000 يمثل تطورًا جديرًا بالملاحظة في الجهود الدولية لدعم أوكرانيا. لا تساعد هذه الخطوة القدرات العسكرية لأوكرانيا فحسب، بل تعكس أيضًا شبكة معقدة من التحالفات العالمية واستراتيجيات الدفاع التي تؤثر على المشهد الأمني في المنطقة.