أعلن الجيش الكوري الجنوبي في 21 أكتوبر 2024، أنه نشر لأول مرة في تاريخه دباباته من طراز K2 ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز K9 للتدريبات المشتركة في الخارج. تعكس هذه المناورات، التي تجري في مركز تدريب الكلايل في قطر، التزام كوريا الجنوبية المتزايد بتعزيز تعاونها العسكري الدولي، وخاصة في الشرق الأوسط.
سافرت فرقة من حوالي 100 جندي كوري جنوبي، إلى جانب أربع دبابات من طراز K2 وأربع مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز K9، إلى قطر على متن سفينة إنزال تابعة للبحرية الكورية الجنوبية. بعد قطع أكثر من 12000 كيلومتر، رست السفينة في ميناء الدوحة في 13 أكتوبر، إيذانًا ببدء برنامج تدريبي مشترك مكثف مع القوات المسلحة القطرية.
تعد دبابتا K2 Black Panther وK9 Thunder من الأصول الرئيسية لصناعة الدفاع في كوريا الجنوبية، حيث تجمعان بين التكنولوجيا المتقدمة والقدرات التشغيلية. تعد الدبابة K2، التي طورتها شركة هيونداي روتيم، دبابة قتال رئيسية من الجيل التالي مصممة لتحل محل الدبابات القديمة M48 Patton التي تخدم في الجيش الكوري الجنوبي.
مزودة بمدفع عيار 120 ملم ونظام تحميل أوتوماتيكي، ويمكنها إطلاق النار أثناء التحرك عبر التضاريس الصعبة. كما تتميز بنظام تعليق متقدم ونظام حماية نشط مع كتل دروع تفاعلية ونظام دفاع مضاد للصواريخ، مما يعزز حمايتها الشاملة. تعمل K2 بمحرك ديزل بقوة 1500 حصان، وتصل سرعتها القصوى إلى 70 كم / ساعة ويمكنها التغلب على العقبات الشديدة في مجموعة متنوعة من البيئات.
K9 Thunder، التي طورتها شركة Hanwha Land Systems، هي مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 155 ملم مصمم لتوفير كل من الحركة والقوة النارية. يبلغ مدى مدفعها عيار 155 ملم / 52 عيارًا أقصى 40 كم ومعدل إطلاق ست جولات في الدقيقة.
يحمي درع الفولاذ الملحوم لـ K9 من نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا المدفعية. وتتمتع K9 بمحرك ديزل بقوة 1000 حصان، وتصل سرعتها إلى 67 كم/ساعة، وتستخدمها عدة دول، بما في ذلك فنلندا والهند وبولندا. وتسلط هاتان المركبتان الضوء على قدرة كوريا الجنوبية على توفير أنظمة دفاع حديثة وموثوقة للسوق الدولية.
من حيث الإنتاج، تعد K2 Black Panther وK9 Thunder من المنتجات الرائدة لصناعة الدفاع في كوريا الجنوبية، والتي تم اعتمادها على نطاق واسع عالميًا. تعمل K2 في الخدمة مع الجيش الكوري الجنوبي، مع تصدير متغيرات إلى بولندا لتعزيز أسطول دباباتها. وشهدت K9 Thunder صادرات أوسع، مع توفير إصدارات مخصصة لدول مثل تركيا والنرويج وأستراليا. يجسد كلا النظامين التكنولوجيا العسكرية المتقدمة في كوريا الجنوبية، مما يوفر المرونة والقدرة على التكيف عبر ساحات القتال المختلفة.
يوفر مركز تدريب Al Kalael، وهو أرض تدريب صحراوية شاسعة تمتد على مساحة 33 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب، بيئة مثالية لإطلاق النار بعيد المدى والمناورات العسكرية. أجرى جنود من كوريا الجنوبية وقطر تدريبات بالذخيرة الحية وتدريبات تكتيكية، وشاركت فيها أيضًا دبابات ليوبارد 2A7 ومدافع الهاوتزر ذاتية الحركة PzH 2000 من قطر، وكلاهما من أصل ألماني. سلطت هذه التدريبات المشتركة الضوء على قدرات الأنظمة الكورية الجنوبية مع مقارنتها بمعدات دفاعية راسخة في السوق الدولية.
تأتي هذه السلسلة من التدريبات، التي ستستمر حتى 27 أكتوبر، في أعقاب توقيع مذكرة تفاهم بين كوريا الجنوبية وقطر في فبراير بهدف تعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية وتسهيل تبادل الخبرات العسكرية والتعاون التكنولوجي.
بالإضافة إلى المناورات البرية، يمثل هذا التمرين أيضًا أول نشر لسفينة إنزال تابعة للبحرية الكورية الجنوبية في الشرق الأوسط. لا يُظهر هذا التعاون قدرات القوات المسلحة الكورية الجنوبية فحسب، بل وأيضًا رغبتها في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الشركاء الخليجيين. أكد سفير كوريا الجنوبية في قطر، هيونسو يون، على أهمية هذا الحدث، مشيرًا إلى أهمية تعزيز القدرات العسكرية والعلاقات الدبلوماسية. وأكد السفير يون على رمزية هذه التدريبات التي تتزامن مع الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية وقطر.
كما تُظهر التدريبات الجارية أداء المعدات العسكرية الكورية الجنوبية في ظروف صحراوية صعبة. وقد أثبتت دبابة K2 ومدفع الهاوتزر K9 موثوقيتهما وفعاليتهما في البيئات القاسية، مما عزز مكانتهما في سوق الدفاع العالمية. كما أكد السفير يون أن هذه التدريبات توفر فرصة قيمة لعرض الأنظمة الكورية الجنوبية القادرة على تلبية المطالب المتزايدة للقوات المسلحة الحديثة في جميع أنحاء العالم.