في شهر يوليو من العام الحالي قامت روسيا بأختبار مهم جدا لمنظومة S-500 و التي يمكنها اعتراض اهداف من علي مدي قد يصل الي 600 كم ما يجعلها الاكثر فتكا من بين جميع انظمة الدفاع الجوي الروسية. الا ان المنظومات التي سبقتها لا تزال تشكل تهديد خطير علي اي سلاح جو وتعيق عمله بالشكل المطلوب و لعل اهم هذه الانظمة هي منظومتي S-300 و منظومة S-400 التي يمكنها اعاقة اي عملية جوية Anti Access Area Denaial A2AD .
ولكن مع تطور هذه المنظومات يستوجب علي دول الناتو ابتكار طرق جديدة لمهاجمة هذه البطاريات. من المتوقع دخول منظومة ال S-500 في عام 2025 و لكن حتي مع دخولها تظل المنظومات السابقة التي ذكرناها فعالة و تمثل تهديد حقيقي للناتو بشكل عام و للولايات المتحدة بشكل خاص. لذلك توجب علي الولايات المتحدة ابتكار تكتيكات جديدة لمواجهة مثل هذه الانظمة وبالاخص ال S-400 قبل دخول ال S-500 الي نطاق العمليات الفعلي .
ولكن لماذا منظومة S-400 ؟ الاجابة بشكل كبير تكمن في وجود المنظومة في القواعد الروسية في سوريا بالاضافة الي تواجده مع دول محورية مثل تركيا و الصين و يمكن توجيه الي اي بؤرة صراع لاحكام السيطرة الجوية جنبا الي جنب مع اخيه الاصغر S-300PMU2 نظرا لما تحمله هذه الانظمة في طياتها من خطورة استغلت الولايات المتحدة تدريب الاسد الافريقي 201 في الفترة ما بين 7 الي 18 يونيو من عام 2021 بعد ان كان من المقرر له ان يتم في عام 2020 ولكن بسبب وباء كوفيد 19 تم تأخيره لعام 2021.بمشاركة عدة دول مثل ( الولايات المتحدة الامريكة , المغرب , تونس و السنغال اشترك في هذا التدريب حوالي 7500 جندي من مختلف الاسلحة ( سلاح الجو المغربي والامريكي و القوات البرية المغربية و قوات من الحرس الوطني الامريكي بالاضافة الي الوحدات اللوجستية و بطاريات M-142 HIMARS بالاضافة بعض الوحدات البحرية مثل USS Hershel “Woody” Williams (ESB 4), Arleigh Burke-class guided-missile destroyer و وحدات الحرب الكيميائية والبيولوجية).
و لكن اهم ما تم نشره بخصوص هذا التدريب هو فيديو يفترض قيام سلاح الجو الامريكي بتدمير منظومتين S-400 في دولة تخيلية و قال احد القادة الامريكيين بالنص ( نحن في انتظار تقييم ضربة الامس )و لكن هل في الحقيقة يمكن تدمير منظومة S-400 بهذه السهولة كم يتخيل البعض ؟ لا توجد منظومة تسليح محصنة بنسبة 100% فالنجاح و الفشل يعتمد علي عدة اسباب منها الخاص بالمنظومة نفسها مثل تدريب الطاقم و سرعة نقل المعلومات و القيادة و السيطرة بالاضافة الي امكانيات المنظومة. الاسباب الخاصة بالعدو المهاجم مثل التكتيك المتبع التدريب و القيادة والسيطرة. كما ان هناك عوامل خارجية اخري مؤثرة مثل التضاريس و حالة الطقس.
و لكن هناك عدة تساؤلات هامة بخصوص هذا التدريب وهي: - كيف تم تدمير المنظومتين ؟ في احدي التسجلات الصوتية لرقيب اول من المشاركين في بطاية ال HIMARS ذكر بانه قد تدربنا علي تدمير الدفاعات الجوية للعدو ما يعني انه تم استخدام الصواريخ البالغ مداها الي 300 كم MGM-140 ATACM لتدمير المنظومتين بالتعاون مع سلاح الجو و المدمرة الامريكية التي التي من المرجح انها اطلقت صواريخ Tomahauwk . يتبين لنا ان الولايات المتحدة تحبث عن تكتيكات غير تقليدية لتدمير انظمة الدفاع الجوي خاصة و ان تطلب الامر نقل القوات ما بين القيادات و بعضها فقد تم نقل بطارية المدفعية هذة من الكتيبة 1-77 المتمركزة في المانيا.
هل يمكن فعلا للمنظومة صد الهجوم بثلاث انماط مختلفة بشكل متزامن ؟ الاجابة نعم .. و ذلك لان هاتين المنظومتين ما هما الا كويكبين في فلك نظام معقد من الانظمة القتالية بعيدة المدي و متوسطة وقصيرة المدي بالاضافة الي مقاتلات الدفاع الجوي و انظمة انذار مبكر غاية في التعقيد و اذا وجدت هاتين المنظومتين بشكل منفرد سيكون من السهل اغراقهما Swarming بالعديد من الصواريخ و بانماط مختلفة كما حدث بالفعل ( صواريخ تكتيكية من بطاريات المدفعية , صواريخ توماهوك من البحر و صواريخ هارم من الجو) بالاضافة الي عمليات التشويش و محاولة الاعاقة الالكترونية.
ما هي الاهداف المستترة الاخرى لمثل هذه المناورة ؟ تتوقع الولايات المتحدة بشكل عام الدخول في صراع عسكري علي اي بؤرة في العالم ما يعني انه يتوجب علي القيادات المختلفة مثل Central Command CENTCOM و European Command EUCOM و African Command AFRICOM ان يكون هناك بينهم تنسيق مشترك لتبادل المعلومات و القوات خاصة في حال ان يكون الصراع في منطقتين كل منطقة تتبع قيادة مختلفة و هو ما حدث بالفعل في التدريب فقد تم احضار وحدات من الحرس الوطني الامريكي و وحدات من القيادة الاوربية للعمل تحت مظلة القيادة الافريقية. هذا من ضمن اهم الاهداف لانه يعزز من سرعة رد الفعل علي نطاق جغرافي واسع و بدقة عالية للحفاظ علي التفوق الامريكي و بسرعة عالية.
