أخبار: "KNDS" و"Junghans Defense" توردان قذائف المدفعية للناتو

وقع الناتو على عقود بقيمة إجمالية تبلغ 1.1 مليار يورو لشراء أكثر من 220 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم. هذه ليست مجرد عملية شراء روتينية؛ إنه يمثل قرارًا مهمًا من الناحية الاستراتيجية، حيث أن هذه القذائف متوافقة مع مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع CAESAR وPzH 2000، مما يعزز قدرة الحلف على الاستجابة بسرعة لاحتياجات الدول الأعضاء فيه.

وتأتي هذه المبادرة على خلفية الصراع الدائر في أوكرانيا، حيث أصبح توريد الذخيرة مصدر قلق بالغ. وقد استنفدت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي مخزوناتها من خلال إرسال شحنات كبيرة من الذخائر الثقيلة لمساعدة القوات الأوكرانية في صراعها المستمر ضد روسيا.

وقد تم توقيع العقود مع العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، إما لنقل هذه القذائف إلى أوكرانيا أو تجديد احتياطياتها المستنفدة. ويهدف نهج الشراء بالجملة هذا أيضًا إلى ضمان كفاءة التكلفة في الحصول على هذه الذخائر الحيوية. ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم الأولية لهذه المقذوفات في نهاية عام 2025، وسيتم تصنيعها من قبل المشروع الفرنسي الألماني المشترك KNDS والشركة الألمانية Junghans Defence.

تستعد شركة KNDS، باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في قطاع الذخائر الأوروبي، لزيادة طاقتها الإنتاجية بشكل كبير. وبحلول عام 2025، تهدف الشركة إلى إنتاج ما يصل إلى 100 ألف قذيفة عيار 155 ملم سنويًا، مما يمثل زيادة كبيرة عن 60 ألف قذيفة تم إنتاجها في بداية الصراع في أوكرانيا. ويعتبر هذا التوسع حاسما لتلبية الطلب المتزايد على الذخائر وتعزيز القدرات الدفاعية لحلف شمال الأطلسي.

ومن الجدير بالذكر أن شركة Junghans Defense، وهي مشروع مشترك شكلته شركة Thales وشركة Diehl الألمانية، متخصصة في تطوير وإنتاج أنظمة الصواريخ المدفعية والقنابل. تلعب هذه الشركة، التي يقع مقرها في La Ferté Saint-Aubin بفرنسا، دورًا محوريًا في تصميم الذخائر المبتكرة، بما في ذلك صاروخ تصحيح المسار SPACIDO، الذي يعزز بشكل كبير دقة نيران المدفعية.

إن مبادرة حلف شمال الأطلسي هذه، مع تركيزها على التوافق مع مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز CAESAR وPzH 2000، تعمل على تعزيز قدرة الحلف على تلبية احتياجات أعضائه بسرعة ودعم أوكرانيا في كفاحها من أجل السيادة. ويراقب المجتمع الدولي عن كثب هذه التطورات الحاسمة في سياق جيوسياسي معقد.

وللتذكير، في مارس 2023، التزمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتعزيز إمدادات قذائف المدفعية لأوكرانيا ردا على النقص الحاد في الذخيرة الذي تواجهه القوات الأوكرانية المنتشرة على الخطوط الأمامية. وكان هذا الالتزام حيويا لتعزيز القدرة الدفاعية لأوكرانيا ضد العدوان الروسي.

وكجزء من هذا الجهد، وضعت دول الاتحاد الأوروبي خطة طموحة تضمنت توريد القذائف من مخزوناتها الحالية وتقديم طلبات مشتركة لإنتاج القذائف. وكان الهدف المعلن هو تسليم مليون قذيفة إلى أوكرانيا كجزء من هذه المبادرة.

ومع ذلك، في نهاية نوفمبر 2023، أعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أن الاتحاد الأوروبي نجح في نقل ما يقرب من 300 ألف قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا من أصل المليون الموعود بها. ويعكس هذا الإنجاز الجهود المتضافرة المبذولة لتلبية احتياجات أوكرانيا العاجلة من الذخيرة.

ومع ذلك، ظهرت العديد من التحديات الرئيسية في إطار هذه المبادرة. أدى الطلب المتزايد إلى ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج، حيث ارتفعت تكلفة إنتاج أبسط قذيفة 155 ملم من 2000 يورو إلى 8000 يورو منذ بداية الغزو الروسي في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، يوجد الآن 14 نوعًا مختلفًا من هذه الأصداف، مما يستلزم توحيد المعايير بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي مهمة مستمرة ولكنها معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً.

وفي 11 يناير 2024، وجهت جوهانا بيرنسيل، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، رسالة أمل، ذكرت فيها أن الاتحاد الأوروبي سيكون قادراً على إنتاج مليون قذيفة لأوكرانيا بحلول نهاية الشتاء الحالي. ويبعث هذا الإعلان بالأمل في أن تكون أوكرانيا مجهزة بشكل أفضل لمواجهة التحديات المستمرة في البيئة المتوترة الحالية، حيث تعد الحاجة إلى الذخائر الكافية أمرا بالغ الأهمية لأمنها واستقرارها.