تقرير: التأثير الأجنبى فى مكافحة الإرهاب فى كينيا


خلفية تاريخية :-
بدأ النفوذ البريطاني مسستتراً خلف شركة شرقي أفريقيا البريطانية وتوجت أعمال الشركة البريطانية بمعاهدة مع سلطان زنجبار صاحب السلطة الشرعية على شرقي أفريقيا ،وقعت تلك المعاهدة في سنة 1887 م وبمقتضاها تدفع الشركة 20%. وحددت مناطق النفوذ بين الاستعمار الألماني والبريطاني وامتد الخط الفا صل بينهما من شمالي بنجاني على ساحل المحيط الهندي إلى بلدة شيراني على بحيرة فكتوريا، ثم تنازلت الشركة للحكومة البريطانية عن حقها ،وهكذا كانت البداية الاستعمارية شركة ومن خلفها نفوذ بريطاني.
حصلت كينيا على الاستقلال من إنجلترا في 12 ديسمبر عام 1963م، ونص الدستور الجديد على قيام ملكية دستورية. وفي الانتخابات التي أجريت بعد الاستقلال، فاز حزب كانو وأصبح كينياتا رئيسـًا للوزراء. وفي عام 1964م، تحولت كينيا إلى جمهورية وأصبح جومو كينياتا رئيسًا للجمهورية.


تمثل كينيا حالة فريدة في شرق أفريقيا،فهي الواحة التي اصطفاها الغرب لنفسه، وجعلها نموذجا للاستقرار والديمقراطية، على الرغم من هشاشة الأوضاع فيها، ولعل ابرز مثال على الحرص الغربي على استقرار الاوضاع في هذه البلدان تدخل قوات مظلية بريطانية لإحباط محاولة انقلاب عسكري في ثمانينيات من القرن الماضي، ورفع ايضا أسهم الاقلية الصومالية في البلاد نظرا للموقف الحاسم لقائد القوات الجوية آنذاك الجنرال حسين من الانقلابيين والذي لعب دورا كبيرا في افشال المحاولة، وكوفئ بتعيينه وزيرا للدفاع في اعقابها· كينيا التي هي خليط من الاعراق والاديان اصبحت الوجهة السياحية المفضلة في افريقيا للغربيين الذين تستهويهم رحلات السفاري الى الادغال، وارتياد الشواطئ والجزر الجميلة على سواحل في المحيط الهندي· وفي مرحلة من المراحل نجحت كينيا في استقطاب الاستثمارات الاجنبية رغم الفساد الذي اشتهرت به وتردي الاوضاع الامنية، حيث ينصحك كل من تلتقيه الا تبارح فندقك عند حلول الظلام·وخلال العقود الاخيرة اصبحث الازمات التي عصفت بدول الجوار الكيني لا سيما في السودان والصومال منجم ذهب للاقتصاد والاسواق في كينيا.


بداية رياح الإرهاب : 
بدأت إرهاصات الاحداث الدامية في كينيا بعد إستهداف التواجد الأمريكي في الصومال عام 1992م وقتل عدد من جنود المارينز المشاركة في قوات الأمم المتحدة على يد القاعدة وبما أن كينيا تدعم التواجد الاستخباراتي الغربي في الصومال فقد رأت القاعدة أن إستهداف محطة كينيا والمتمثلة في إستهداف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي شيء وجب نفاذه ولذلك جهزت القاعدة أحد أفرادها الموثوق به والذي له خلفية قوية عن هذه النوعية من العمليات وهي عمليات النسف والتدمير في ظل حروب العصابات وتدرب على تكوين وقيادة خلايا إرهابية في أي منطقة يراد إستهدافها كان هذا الشخص هو محمد راشد داوود العوهلي سعودي الجنسية ينتمي إلى أسرة من الطبقة المتوسطة العليا ذهب إلى أفغانستان في عمر ال18 وتدرب تحت يد أسامة بن لادن حيث أصبح من المقاتلين المفضلين لأسامة إلى أن جاء وقت التخطيط للإستهداف السفارة الأمريكية في أغسطس 1998م عقد أسامة بن لادن اجتماع مع العوهلي ليخبره بعمل مهمة ما بقيادته وبعد تحديد ماهية المهمة والهدف المراد استهدافه إنطلق العوهلي من أفغانستان مرورا ب" لاهور " في باكستان وصولا إلى العاصمة الكينية نيروبي وكون خليته تمهيدا لإستهداف الهدف المطلوب وكانت من أهداف إنشاء خلية شرق أفريقيا هو تفجير سفارتي الولايات المتحدة الامريكية في نيروبي عاصمة كينيا ودار السلام في تنزانيا 


كان من ضمن خلية شرق أفريقيا بقيادة العوهلي " هارون فضل " وهو احد المتهمين الرئيسيين لعملية تفجير السفارات في الدولتين وكان من جزر القمر وكانت مهمته في هذه الخلية طباعة التقارير الأمنية الدائمة  لخلية شرق أفريقيا كما أنه أيضا خبير متفجرات وهو الذي أشرف على صناعة المتفجرات الخاصة بإستهداف السفارتين في فيلا مؤجرة كما أنه أشرف أيضا على مراقبة واستطلاع الأهداف المراد استهدافها كما تم تجهيز شاحنة صغيرة من طراز تويوتا تم تأجيرها بواسطة أحد أفراد خلية شرق أفريقيا وهو أحمد سالم سويدان وهو كيني الجنسية وتم تحميل هذه الشاحنة الصغيرة بالمتفجرات والمكونة من 500 أسطوانة صغيرة بحمولة من 3 إلى 17 طن من المتفجرات في صندوق مموه بشكل عبوات مشروبات غازية وكان المنوط بقيادة هذه الشاحنة أحد أفراد الخلية وهو عزام وكان بجانبه العوهلي ، أنطلق العوهلي بالشاحنه المفخخة في السابع من أغسطس 1998م يقودها عزام إلى السفارة الامريكية في العاصمة الكينية نيروبي منطلقين من الفيلا المستأجرة وعند اقترابهم من بوابة السفارة جهز العوهلي قنبلة دخانية يرميها على الحرس عند توقف الشاحنة أمام البوابة الرئيسية لتغطية إنسحاب العوهلي من الشاحنة لتفجيرها وعندما رمى العوهلي القنبلة الدخانية وأثناء إنسحابه نسى مسدسه الشخصي داخل الشاحنه عند إنسحابه وعندما أنفجرت الشاحنة  بين الساعة 10:30 - 10:40 صباحا أصيب العوهلي جراء الانفجار وعولج في إحدى مستشفيات نيروبي قتل في هذا الانفجار 213 شخص وأصيب 4 آلاف آخرون وبعد ذلك هرب إلى إحدى الفنادق لكي ينتظر وثائق مزورة وأموال لكي يهرب بها من كينيا بعد أداء مهمته ولكن يتم القبض عليه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وتم نقله من كينيا وإداعه سجن إيه دي إكس فلورنس و هو سجن فدرالي شديد الحراسة مُخصص للسجناء الذكور، ويقع في مقاطعة فريمونت في ولاية كولورادو الأمريكية. وهو أكثر سجون العالم حراسة. كان من المخطط ان يتم إستهداف حراس البوابة الرئيسية للسفارة الامريكية من قبل العوهلي بإطلاق النار عليهم لتأمين ودخول الشاحنة المفخخة لمحيط السفارة ولكن مع جاهزية أفراد الامن ومبادرتهم بإطلاق النار إكتفى السائق عزام بإيقاف الشاحنة أمام البوابة وإنسحب العوهلي ورمى قنبلة دخانيه أو قنبلة ضوئية على حسب مصادر أخرى لتغطية إنسحابه وبعدها فجر السائق عزام الشحنة المتفجرة في شاحنته . قتل في هذه العملية 12 أمريكيا من بينهم موظفان في مكتب المخابرات المركزية الامريكية في السفارة الأمريكية في نيروبي ورقيب في المارينز ورقيب أخر في الجيش الأمريكي والبقية كانوا من المدنيين .


كانت هذه الحادثة إحدى الأمور التي بدأت في تعجيل مواجهة ما أسمته الولايات المتحدة الامريكية بالإرهاب العالمي وازداد التواجد الأمريكي في أفريقيا بعد الاستهداف الذي شن على سفاراتها وذلك بتواجد القواعد الامريكية بهدف تدريب القوات الحكومية الكينية والجيش الكيني خاصة .
 

إستهداف الصهاينة في كينيا :
في أواخر نوفمبر عام 2002م استهدف تنظيم القاعدة في عملية مزدوجة في المدينة الساحلية الكينية مومباسا هدفين نجحت إحداهما وهي تفجير سيارة مفخخة في قلب فندق "بارادايس" الذي تملكه شركة اسرائيلية، ويرتاده سياح إسرائيليون وقتل على إثره 15 شخص بينهم 3 سياح إسرائيليون و 9 كينيين ومنفذو العملية الثلاثة وأصيب 80 آخرين من بينهم 17 إسرائيليا ويقول مراقبون إن الهجومين يحملان بصمات تنظيم القاعدة. وأفادت أنباء بذكر اسمي اثنين من المنفذين وهما عبد الله أحمد عبد الله (مصري الجنسية) وفهد علي حسن, قيل إنهما يمثلان القاعدة في كينيا. وتزامن مع ذلك إطلاق صاروخين أرض – جو حراري من طراز ستريلا بإتجاه طائرة إسرائيلية تابعة لشركة " أركياع " في لحظات الإقلاع من مطار مومباسا حيث كانت تحمل 250 شخص ولكن الصاروخين فشلا في إصابة الطائرة وكانت معظم من كانوا في الطائرة من الإسرائيليين وكانت وجهتها إلى تل أبيب بعد ان تأكد قائد الطائرة ان الطائرة لم تتضرر جراء شظايا الصواريخ الذي تم إعتراضها بوسائل الإعاقة ألغى قرار الهبوط الاضطراري في مطار العاصمة الكينية نيروبي واستكمل رحلته إلى مطار بن غوريون في تل أبيب وأعلنت الشرطة الكينية أنها عثرت على قاذفة الصواريخ التي استخدمت في إطلاق الصاروخين بالقرب من مومباسا. وعثرت الشرطة على قاذفة الصواريخ وعلبتي الصاروخين في منطقة لا تبعد كيلومترين عن المحيط الأمني لمطار مومباسا الدولي. ولم تقدم الشرطة تفاصيل عن نوع الصاروخين. و سادت حال من الصدمة والارتباك الشديدين اوساط الاجهزة الامنية والسياسية الاسرائيلية التي لم تتوافر لديها معلومات استخبارية عن العملية الانتحارية في مدينة مومباسا، أو عن اطلاق صاروخين على طائرة ركاب اسرائيلية بعد قليل من اقلاعها من مطار المدينة الساحلية.

وفتحت وزارة الخارجية الاسرائيلية "غرفة عمليات" وتوجهت خمس طائرات تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي الى كينيا محملة مواد اسعاف طبية لمعالجة الجرحى. واعلنت شركة "العال" الاسرائيلية وقف كل رحلاتها لمدة ساعتين عقب وقوع الهجوم، فيما ترأس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون جلسة مشاورات امنية خاصة شارك فيها وزير دفاعه شاؤول موفاز ومسؤولو الاجهزة الامنية المختلفة تقرر خلالها ان يباشر جهاز الاستخبارات العامة "موساد" التحقيق في العمليتين، فيما عقدت جلسة ثانية دعي اليها ايضا وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "للبحث في ابعاد الهجوم في كينيا".


وسارعت مصادر امنية اسرائيلية الى توجيه اصابع الاتهام الى تنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن او "تنظيم اسلامي متطرف له علاقة بالقاعدة". ونقل عن هذه المصادر قولها ان "بن لادن له قاعدة صلبة ومتينة في شرق افريقيا، خصوصاً في كينيا وتنزانيا" وقالت مصادر امنية اسرائيلية اخرى ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية لم تحصل على تحذيرات في شأن وقوع هجوم في الفندق ولكن كانت هناك معلومات عن هجمات تستهدف اسرائيليين في الخارج قبل شهور. وكان السفير الكيني لدى تل ابيب رجح بدوره "بقوة" ان يكون بن لادن وراء هذا الهجوم.


ولم تستبعد المصادرالاسرائيلية ذاتها ايضاً ان يكون لـ"حزب الله" اللبناني علاقة بالهجوم مذكرة باتهام اسرائيل "الحزب" وايران بالقيام بعملية ضد اهداف اسرائيلية في الارجنتين.
وفي بيروت ، تبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "جيش فلسطين" الهجوم الانتحاري الذي نفذ على الفندق واطلاق الصاروخين على الطائرة الاسرائيلية. وقالت المجموعة التي لم يسمع بها من قبل في بيان "فقد تمت الموافقة لكتيبة الشهيد البطل ابو جهاد بتحريك مجموعتها الاولى وهي مجموعة الشهيد ماجد ابو شرار ومجموعتها الثانية وهي مجموعة الشهيد كمال ناصر الى كينيا الافريقية لضرب المصالح الاسرائيلية ونفذت المجموعتان عملياتهما العسكرية حسب المخطط المرسوم واوقعتا اصابات مباشرة عدة في صفوف الصهاينة الاسرائيليين وهما الان في طريق عودتهما الى قواعدهما سالمتين".

وفي القاهرة، استبعدت مصادر أصولية عربية معلومات ترددت عن مشاركة القيادي البارز في تنظيم "القاعدة" عبدالله احمد عبدالله بنفسه في العملية الانتحارية في مومباسا، لكنها لم تستبعد أن يكون عبدالله خطط للعملية اذا كان تنظيم "القاعدة" يقف خلفها. وأوضحت أن عبدالله يعد واحداً من أبرز خبراء المتفجرات في التنظيم "ولا يعقل أن يضحي به التنظيم ويفقد خبرته الكبيرة في المستقبل لمجرد تنفيذ عملية".


واشارت المصادر في اتصال هاتفي اجراه مراسل "الحياة" في القاهرة الى أن القائمين على تنفيذ العمليات في التنظيمات الراديكالية لا يكونون عادة من المتخصصين في أعمال لوجستية وتتركز عمليات تدريبهم على تنفيذ العمليات". وينتمي عبدالله الى الجيل الثاني في التنظيم أي الذي يلي قادته الرئيسيين مثل اسامة بن لادن والدكتور ايمن الظواهري وابو حــفص المصري وابو عبيدة البنشيري. ومعروف أن الأخير مات غرقاً في كينيا في مايو 1996 وكان يتولى وقتها قيادة العمل العسكري في "القاعدة" وذهب الى افريقيا لتأسيس قواعد للتنظيم هناك وســـاعده عبدالله في ذلك. والأخير كان تولى قيادة معسكر داخل الاراضي الافغانية درب خـــلالها عشــرات وربما مئات من الأفغان و العرب على تفخيخ السيارات.


وفي حال تبني "القاعدة" العملية فإنها ستــعلن تمكن التنظيم من ممارسة نشاط في افريقيا على رغم الحملات التي استهدفت عناصره عقب تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في 1998، وستكون ترجمة لما ورد على لسان بن لادن والظــواهري من تهديد للمصالح الاسرائيلية في الخارج بعدما ظلت تلك التهديدات مجرد عبارات تتردد في خطبهما.
والاسم الكامل لعبدالله احمد عبدالله هو عبدالله احمد عبدالله علي الالفي وينتمي الى مدينة طنطا في محافظة الغربية، ويعد واحداً من أبرز خبراء المفرقعات والتفخيخ واستخدام المتفجرات في تنظيم "القاعدة"، وورد اسمه ضمن اول لائحة اميركية اصدرها مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي اي" لمن تعتبرهم واشنطن اخطر العناصر الارهابية المطلوب اعتقالها عقب تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام.
 

وقد يندهش البعض حين يعلم أن علاقات إسرائيل مع كينيا على سبيل المثال بدأت قبل استقلالها عن بريطانيا. فيكشف الدبلوماسي الإسرائيلي عوديد أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير التقت عام 1962، جومو كينياتا، الذى أصبح رئيس كينيا بعد الاستقلال، وكان صديقا قويا لإسرائيل. بل وصلت درجة العلاقات إلى أن كينياتا شارك فى وضع حجر الأساس لمبنى السفارة الإسرائيلية فى نيروبى يوم 11 ديسمبر 1963، بحضور وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير، وقبل يوم واحد من إعلان استقلال كينيا فى 12 ديسمبر 1963.


وأكد الدبلوماسي الإسرائيلي آريه عوديد بأن العلاقات الإسرائيلية الإفريقية إنقسمت إلى 3 مراحل وهي :  1- شهر العسل، 2- القطيعة، 3- عودة إسرائيل إلى أفريقيا، إلا أنه يعترف أن إسرائيل ظلت تعمل بكامل حريتها فى الدول الأفريقية حتى خلال مرحلة قطع العلاقات، التى اضطرت إليها دول حوض النيل تحت وطأة الضغوط التى تعرضت لها من الدول العربية تحت لافتة منظمة الوحدة الأفريقية.


كانت العلاقات الإسرائيلية الكينية قبل أحداث 2002م بداية من ستينات القرن الماضي مرورا بالمقاطعة الأفريقية إلى العودة بالعلاقات بين الطرفين أخذت الطابع الخفي بحيث إستفادت بعض من الدول الافريقية بالمساعدات والدعم الصهيوني إقتصاديا وزراعيا وعسكريا وسياسيا حيث كان للكيان الصهيوني أجندة قديمة في أفريقيا حيث حصار العمق العربي في أفريقيا وفي جنوب شبه الجزيرة العربية وجاءت هذه الفكرة على يد رئيس الوزراء الصهيوني الأول ديفيد بن غوريون حيث قال في خمسينات القرن الماضي " إن أهم أعمال إسرائيل الإستراتيجية هو تطويق الدول العربية بشكل من أشكال التحالفات بين إسرائيل وتركيا وإيران وأثيوبيا " . وكانت اللبنة الأولى في وجود الخبراء العسكريين الصهاينة في كينيا بداية من عام 1966 م مبتدئين ب6 خبراء وبعد أن تبلورت العلاقات الكينية الإسرائيلية بشكل أوضح وصريح بعد الهجمات التي تعرض لها الصهاينة عام 2002م بحيث أعطت مشروعية واضحة وصريحة بوجوب التواجد الإسرائيلي على الأراضي الكينية بحجه حماية المصالح الاستراتيجية وتحت إطار عمليات مكافحة الإرهاب جاءت البعثات العسكرية الإسرائيلية إلى القواعد الكينية لتدريب الأطقم الكينية ولوضع موطئ قدم أكبر من ذي قبل ، وفي عام 2004م في الصومال تأسست حركة مسلحة تسمى " حركة شباب المجاهدين " كانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية وهي مجموعة من المحاكم الإسلامية التي أتحدت برئاسة شيخ شريف شيخ أحمد، وأصبحت حاكمة لأغلب مناطق الصومال، وتنافس الحكومة الانتقالية على الحكم. انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف بـ"تحالف المعارضة الصومالية".تقوم هذه الحركة بتلقي تدريباتها في إريتريا حيث انهم يأخذون دورات عسكرية لمدة شهر ونصف يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات ويتم تمويل هذه الجماعة من خلال نشاطاتها في عمليات القرصنة البحرية كما أنها بايعت تنظيم القاعدة وأصبحت ذراعها في شرق أفريقيا ينطلق عملياتها من الأراضي الصومالية في داخل الصومال وخارجها وخاصة كينيا والذي سوف نتحدث عن ردة فعل الحكومة الكينية والتعاون الأجنبي في مكافحة الهجمات النابعة من الصومال ...


قوات الإتحاد الأفريقي :
بعد سيطرة قوات حركة شباب المجاهدين الصومالية على جزء كبير من الأراضي الصومالية ومنها مقديشيو تم تعريض الدول الافريقية المحيطة إلى خطر التنظيم حيث بداية من عام 2006م وعند اشتداد ساعد هذه الحركة المسلحة إنتقلت أعمالها إلى حدود الأراضي الأثيوبية والكينية وبذلك أصدر قرار الأمم المتحدة بإنشاء مهمة بعثة الإتحاد الأفريقي في الصومال من قبل مجلس السلم والأمن التابع للمنظمة في 19 يناير 2007 لمدة ستة أشهر مع موافقة مجلس أمن الأمم المتحدة في 21 فبراير 2007 في قرارها ال1744. وفي القرار 1772 المؤرخ في 20 أغسطس 2007 شجع مجلس الأمن بعثة الأميسوم على مساندة الحكومة الفدرالية الانتقالية، وتنفيذ استراتيجية الأمن القومي وكذلك تدريب قوات الأمن الصومالية وأخيرا المساعدة على خلق بيئة آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية. 


منذ ذلك تم تمديد مهمة البعثة كل 6 أو 12 شهرا. في 8 يناير 2010، قام مجلس السلم والأمن بتمديد المهمة ل12 شهرا. في قراره 1910 المؤرخ في 28 يناير 2010، قام مجلس أمن الأمم المتحدة بتمديد مهمة الأميسوم حتى 31 يناير 2011.


بالرغم من أن قوات الاتحاد الافريقي كان أكثرية عدد من الجيش الاوغندي ولكن الجيش الكيني هو الذي كان في المواجهة بسبب أن الصومال تعتبر دولة مجاورة لها تشاركها في الحدود وهي الذي تستقبل الاعتداءات من حركة الشباب أكثر من أي دولة مشاركة في الحلف التابع لقوات حفظ السلام الأفريقية ويتكون هذا الحلف من عدة دول وهي : أوغندا – كينيا – بوروندي – جيبوتي – سيراليون ، وبسبب التواجد الكثيف لقوات حفظ السلام الافريقية ومن ضمنهم القوات الكينية داخل الأراضي الصومالية فأكثر الدول تعرضا لهجمات كانت كينيا حيث أنها القاعدة الافريقية الأهم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ولذلك لها النصيب والتركيز الأكبر في الهجمات هذا بالإضافة إلى الهجمات المتتالية والمتكررة على المعسكرات التابعة للجيش الكيني في الصومال .

بالرغم من فقدانها السيطرة على معظم المدن والبلدات الرئيسية في الصومال، ما زالت الحركة تبسط نفوذها على اجزاء واسعة من المناطق الريفية. وكان الشباب قد طردوا من العاصمة مقديشو في اغسطس 2011، ومن ميناء كيسمايو المهم في سبتمبر 2012.


وكان ميناء كيسمايو يعتبر مكسبا كبيرا بالنسبة للشباب إذ اتاح لهم تجهيز المناطق التي يسيطرون عليها بما تحتاج من مؤن اضافة الى الضرائب التي كانوا يجبونها من السفن التي ترسو في الميناء.


وكانت قوة الاتحاد الافريقي العاملة في الصومال لدعم القوات الحكومية قد وصفت طرد الشباب من مقديشو وكيسمايو بانهما نصران كبيران، ولكن الشباب ما زال بمقدورهم شن الهجمات في مقديشو وغيرها بشكل متواتر.


ويقول المحللون إن حركة الشباب بدأت بالتركيز بشكل متزايد على انتهاج اسلوب حرب العصابات لمواجهة التفوق الذي تتمتع به القوات الافريقية بالعدة والعدد.


ولكن الحركة تتعرض مع ذلك لضغوط من عدة اتجاهات، خصوصا بعد تدخل القوات الكينية في الصومال في عام 2011. ويتهم الكينيون الشباب بخطف السائحين في اراضيهم، وقد تزعمت قواتهم - التي تحارب تحت راية القوة الافريقية - الحملة على الشباب جنوبي الصومال.


في غضون ذلك، توغلت قوات اثيوبية في الصومال من ناحية الغرب وسيطرت على بلدتي بلدوين وبايدوا.


تقول الحركة إن مسلحيها نفذوا الهجوم على مركز تسوق ويستغيت في نيروبي في الحادي والعشرين من سبتمبر 2013م، الذي اسفر عن مقتل 68 شخصا على الاقل.
كما كانت الحركة مسؤولة عن الهجوم الانتحاري المزدوج الذي شهدته العاصمة الاوغندية كامبالا عام 2010، والذي اسفر عن مقتل 76 شخصا كانوا يتابعون المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم.


وقالت الحركة إنها هاجمت اوغندا لأن القوات الاوغندية - اضافة الى بورندي - تشكل عماد القوة الافريقية العاملة في الصومال قبل انضمام كينيا الى القوة.
ويقول محللون إن بامكان مسلحي الشباب دخول كينيا والخروج منها دون عقبات. ويقال إن الشباب يستطيعون حتى زيارة نيروبي لتلقي العلاج في مستشفياتها.


ويعتقد ان هجومي 2002 على اهداف اسرائيلية في ميناء مومباسا الكيني قد خطط لهما في الصومال من قبل خلية تابعة للقاعدة، بينما تقول الولايات المتحدة إن عددا من عناصر القاعدة الذين شاركوا في الهجومين على سفارتيها في نيروبي والعاصمة التنزانية دار السلام عام 1998 هربوا الى الصومال.


تعتبر ارتيريا الداعم الوحيد للشباب في منطقة القرن الافريقي وشرق افريقيا، الا ان الارتيريين ينفون قيامهم بتزويد الحركة بالسلاح.
اما سبب دعم ارتيريا للشباب فهو يتلخص في مجابهة النفوذ الذي تتمتع به عدوتها اللدودة اثيوبيا.


وكانت اثيوبيا - بدعم امريكي - قد غزت الصومال عام 2006 بغية دحر الاسلاميين. وانسحبت القوات الاثيوبية من الصومال عام 2009 بعد ان تكبدت خسائر فادحة.
ولكن الاثيوبيين عاودوا الكرة عام 2011، الا انهم يقولون الآن إنهم سيسلمون المناطق التي يسيطرون عليها للقوة الافريقية.


عملية ليندا نشي : 
هي عملية عسكرية ذات تنسيق مشترك بين الجيش الكيني والجيش الصومالي بدأت في أكتوبر عام 2011م وبدعم إستخباراتي إقليمي من أثيوبيا ودعم دولي من الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني وفرنسا والدنمارك هدف هذه العملية والتي تعتبر إلى يومنا هذا مستمرة هو إرجاع الامن العام في الصومال والقضاء على حركة شباب المجاهدين وبدأت نيروبي هذه العملية لتأمين أمنها القومي بالدخول إلى الأراضي الصومالية بموافقة أممية وضمن قوات بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومال والتي تدعمها الأمم المتحدة (الأميصوم) للقضاء على حركة الشباب، فكينيا ترى إن إقامة منطقة عازلة بطول 100 كلم داخل الأراضي الصومالية المُتاخمة للحدود الكينية سيساعد نيروبي على الإستفادة من خيرات الإقليم وصرفها لمصالحها الإقتصادية، ومن ناحية أخرى السيطرة الكاملة على ميناء كيسمايو الذي يُعتبر قاعدة لتموين حركة الشباب ومركزاً للإتصالات والمراقبة البحرية، فضلاً عن فتح ممر بحري أمن لعمليات تستهدف الحركة ووجودها، فميناء كيسمايو يشكل شريان الحياة لحركة الشباب، ويوفر لكينيا حلقة إتصال خارج الصومال وهذا هو الهدف الإستراتيجي المباشر للتدخل العسكري الكيني من خلال بعثة الإتحاد الأفريقي أميصوم . 
 

هجوم مركز ويست جيت التجاري في نيروبي 21 – 24 سبتمبر 2013م :
في ظهر يوم السبت الموافق 21 سبتمبر هجم 4 مسلحين ملثمون المركز التجاري ويست جيت والذي يقع في إحدى الأحياء الراقية في العاصمة الكينية نيروبي مستخدمين رشاشات الكلاشنكوف والقنابل اليدوية محدثين إصابات مباشرة وقاتلة مما آثار الذعر بين المواطنين والأبرياء وبدأوا برمي القنابل اليدوية بشكل عشوائي على المتاجر والمدنيين مع إطلاق الاعيرة النارية تم إخلاء المركز التجاري بشكل عشوائي جراء الذعر والخوف والهروب من القتل العشوائي بدأت قوى الامن العام محاصرة المركز التجاري من كل إتجاه مع محاولتهم لإخلاء المدنيين من المركز التجاري بشكل منظم وإعتقدت السلطات الأمنية في بادئ الأمر أن المهاجمين كان عددهم مابين 10 – 15 وذلك يرجع إلى سوء التقدير من المدنيين جراء الذعر وتم تطويق المكان مع إخلاء المدنيين من محيط المركز التجاري مع عمل كردون أمني يحول دون إقتراب المدنيين إلى مكان الهجوم ، تحصن المسلحون داخل المركز التجاري مع بعض من المدنيين المحتجزين الذين فشلوا في الخروج من المركز التجاري لكنهم إختبئوا من المسلحين الذي تحصنوا داخل المركز وهنا جاءت أولى أوليات السلطات الكينية وهي إخلاء الرهائن المحتجزين قبل وصول المسلحين إليهم قام بعض من المسلحين بالاشتباك مع سلطات الامن العام خارج المركز التجاري وخصوصا في منطقة مواقف السيارات الخاص بالمركز ويتم اتباع أسلوب الكر والفر إطلاق نيران ضد السلطات ومن ثم الانسحاب إلى داخل المركز للتحصن والتزود بالذخيرة وفي خضم هذه الاشتباكات عمل رجال الإسعاف بنقل الجرحى والمصابين من داخل المركز تحت غطاء رجال قوى الامن وبعد إخلاء المصابين تم إستدعاء الجيش الكيني ليحل محل قوى الامن العام في عمليات الاخلاء والبحث عن المسلحين بدأت قوات الجيش بإقتحام المركز التجاري من منطقة مجمع السينما من سطح مبنى المركز التجاري بالابرار بالمروحيات العسكرية وتم الاقتحام بقنابل الغاز لإبعاد المسلحين من هذه المنطقة مع الشروع في بدأ عمليات البحث وإخلاء الرهائن من المركز التجاري واستمرت الاشتباكات وتحرير بعض من المحتجزين في اليوم الأول وفي اليوم الثاني 22 سبتمبر بعد مرور 24 ساعة من الهجوم سمعت أصوات عيارات نيرانية من داخل المركز جراء إشتباك بين المسلحين والقوات المسلحة في أثناء محاولة تحرير بعض من المحتجزين والذي كان بعض منهم مصاب الجفاف والصدمة جراء ما حدث كما أصيب 4 جنود في هذه الليلة أثناء تحرير بعض من المحتجزين .


وفي اليوم الثالث من الهجوم 23 سبتمبر ومع تجدد الاشتباكات داخل المركز التجاري تم إعلان مقتل 3 من المسلحين وأصيب 10 جنود من الجيش الكيني كما أصيب 11 جندي آخر في ذلك اليوم منهم 3 من جنود القوات الخاصة الكينية من مسافة قريبة كما أنه انهار 3 طوابق من المركز التجاري جراء الهجوم والاشتباكات العنيفة الدائرة داخل المركز كما حوصرت بعض جثث الضحايا بالداخل ، وفي ليلة 23 – 24 سبتمبر كان هناك هدوء نسبي داخل المركز التجاري إلى أن جاء صباح اليوم الأخير الثلاثاء 24 سبتمبر وتجددت الإشتباكات من جديد إلى أن تم القضاء على آخر المسلحين ومن بعدها قامت قوى الامن والجيش بعمل مسح شامل داخل المركز التجاري معلنة بذلك القضاء على العناصر المهاجمة وتحرير بقية المحتجزين وإخلاء المصابين منهم ، بعد ان تم القضاء على العناصر المسلحة وإغلاق المركز التجاري وإعتباره مسرح تحقيقات جنائية وصل إلى نيروبي وفد من الضباط الأجانب ليشاركوا السلطات الكينية و مسؤولي مكافحة الإرهاب الكينيين في التحقيقات الأولية للوصول إلى حقيقة الجناة بعد ان تم إعلان مسؤولية حركة الشباب الصومالية مسؤوليتها عن الهجوم في اليوم الأول والبحث عن خيوط توصل إذا كان يوجد أطراف داخلية في كينيا او خلايا نائمة مشاركة في هذا الحدث أم لا وكان ضباط التحقيقات الأجانب من بريطانيا و الولايات المتحدة الامريكية والنرويج وكان الوفد البريطاني المشارك في عمليات التحقيق مقيم على الأراضي الكينية من ضمن إتفاقيات الشراكة والتعاون الأمني بين المملكة المتحدة وكينيا .


جاءت هذه العملية ردا على دخول القوات الكينية الأراضي الصومالية والمشاركة في عملية ليندا نشي وأعلنها قيادات بارزة في حركة الشباب ومن ضمنهم المتحدث باسم الجماعة الشيخ علي محمد راجي " إذا كانت تريد كينيا السلام فلن يحدث ذلك مادام جنودها هناك " يقصد بالصومال كما قال متحدث آخر باسم الحركة هو الشيخ عبد العزيز أبو مصعب ، لقناة الجزيرة " إن الهجوم كان انتقاما للقوات الكينية التي تدخل إلى الصومال وأن التوقيت تم اختياره عمدا ليكون هجوما مفاجئا. " 

وألقت السلطات الكينية القبض على عشرات الأشخاص في أعقاب الهجوم ، لكنها لم تعلن عن أي مشتبه بهم على صلة مباشرة بالحصار. وفي 4 نوفمبر 2013 ، وجهت محكمة كينية تهماً إلى أربعة أشخاص أفيد بأنهم مواطنين صوماليين فيما يتعلق بالهجوم. تم تحديدهم باسم محمد أحمد عبدي ، ولبنان عبد الله ، وعدنان إبراهيم وحسين حسن ، وتم اتهامهم بدعم العناصر الإرهابية في كينيا ، وإيواء المسلحين في منازلهم ، وتسجيلهم بشكل غير مشروع كمواطنين كينيين ، والحصول على وثائق وهويات مزورة.


وفي 12 مارس 2015م تم إستهداف العقل المدبر لهجمات المركز التجاري ويست جيت القيادي الصومالي أدان جارار بصاروخ استهدفت سيارته من قبل طائرة بدون طيار أمريكية بالقرب من بلدة دينسور في جنوب الصومال .


قتل في هذه العملية 71 مدنيا منهم 48 كينيا والباقي من السائحين الأجانب وأصيب 175 شخصا وكان من بين القتلى فرنسيان وكنديان أحدهما دبلوماسي، ومواطنة صينية وأخرى كورية جنوبية، وأيضا أقارب للرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والشاعر الغاني المعروف في أفريقيا كوفي أفونور. من جانبها أكدت وزارة الخارجية البريطانية أنه تأكد مقتل 3 بريطانيين في الهجوم المسلح  ، يعتبر محللون أن هذه الحادثة تعتبر أقوى حادثة إرهابية حدثت على الأراضي الكينية منذ تفجير السفارة الامريكية في أغسطس 1998م .

المشاركة الصهيونية في عملية المركز التجاري ويست جيت :
سلط الهجوم على المجمع التجاري "ويست غيت" في العاصمة الكينية نيروبي الضوء على العلاقات الكينية الاسرائيلية فالمجمع ذو علاقة بمصالح تجارية لرجال اعمال اسرائيليين وظهر جنود اسرائيليون عملوا في المجمع ضد المجموعة التي اقتحمته، وقد اقامت كينيا علاقات رسمية مع اسرائيل منذ استقلالها عام 1963 وكانت الدولة الاخيرة من بين 39 دولة استجابت لقرار منظمة الوحدة الافريقية بقطع العلاقات مع تل ابيب تضامنا مع مصر في اعقاب حرب 1973 ، ويشكل تهديد القاعدة والعمليات التي نفذتها في كينيا واستهدفت في بعضها مصالح اسرائيلية محط اهتمام اسرائيلي، ومن هنا  تحولت كينيا  خلال السنوات الاخيرة الى قاعدة للمخابرات الإسرائيلية على جميع أجهزتها من أجل محاولة فهم ما يدور في القارة السمراء، ومحاولة التعامل مع التهديدات الكثيرة التي تُحدق بالأهداف الإسرائيلية في إفريقيا، ويشير باراك رافيد في صحيفة هارتس بتاريخ 23-9-2013الى ان العملية التي نفذها تنظيم القاعدة ضد السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية عام 1998 أشعلت الأضواء الحمراء لدى أجهزة المخابرات في الدولة العبرية في ما يتعلق بتهديدات "الإرهاب" في إفريقيا، ولكن العملية التي نفذها تنظيم القاعدة ضد سياح إسرائيليين في فندق "برادايز" في بومباسا، ومحاولة إسقاط طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية "أركيع" بواسطة صاروخ كتف في تشرين الثاني من العام 2002، حولا الأضواء الحمراء إلى صفارات إنذار حقيقية، على حد وصف رافيد.


وبدت مسألة تهديد القاعدة او ما تسميه اسرائيل منظمات الجهاد العالمي كعامل محفز لعلاقاتها مع كينيا وكان هذا الموضوع في صلب مباحثات زيارة رئيس الوزراء السابق اودينغا في زيارته الى اسرائيل في شهر نوفمبر عام 2011 والتي تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الاوغندي يوري موسيفيني ، ونقلت صحيفة معاريف عن اودينغا قوله، خلال لقائه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، انه "يمكن لاسرائيل ان تساعد كينيا في بناء منظومات مطاردة للمسلحين والمساعدة في توجيه ضربة مسبقة لهم"، وقالت معاريف أن "المساعدة العسكرية الاسرائيلية لكينيا، تجعل من اسرائيل لاعباً مركزياً في الحرب التي تدور بعيداً عنها في شرق افريقيا، بين الجيش الكيني والميليشيات الاسلامية في الصومال"، مضيفة ان "اسرائيل اختارت ان تلتزم الصمت حيال المساعدة العسكرية، لكن اودينغا والوفد المرافق له، قالوا فور عودتهم الى بلادهم، "إن اسرائيل استجابت لطلباتهم وستسلح وتدرب الجيش الكيني، بل ستضع تحت تصرفهم كل ما ينبغي لحماية حدودهم وفرض النظام في الصومال"، فيما نقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله امام ضيفه الكيني، إن "اعداء كينيا هم اعداء اسرائيل"، و ذكرت صحيفة هآرتس، ان الرئيس الاوغندي ورئيس حكومة كينيا، اعربا خلال الجلسات الثنائية مع المسؤولين الاسرائيليين، عن قلقهما من تنامي ما وصفوها ب"القوى الاسلامية الراديكالية" في القارة السمراء، مشيرة الى أن "موسيفيني أكد أن اوغندا دولة مسيحية وتخشى الاسلام الراديكالي، فيما أعرب أودينغا عن قلقه من تغلغل ما اسماه التطرف الإسلامي في الصومال، وكانت قوات كينية قد اجتازت الحدود مع الصومال في السادس عشر من أكتوبر 2011 لمواجهة تلك القوى التي تحدث عنها اودينغا وموسيفيني " عملية ليندا نشي " وقد اشارت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الى أن الهجوم  هدفه ضرب أهداف إسرائيلية، وذكرت أن المبنى يحتوي على أربعة مطاعم لمالكين إسرائيليين ويعمل بها موظفون يهود، ونقلت الصحيفة تصريحات أحد سكان نيروبي الإسرائيليين ويدعى "ياريف كيدار"، ويقطن هناك منذ سبع سنوات قوله إنه بمجرد وقوع الهجوم أدركت أن دوي الانفجار هو "هجوم إرهابي" فأخفيت هويتي الإسرائيلية، ولفتت الصحيفة أن كيدار يعمل نائب رئيس شركة "عميران" التي تمثل شركات إسرائيلية تعمل في مجال الزراعة بكينيا، مشيرة إلى أنه لحسن حظه كان متواجدا بالقرب من الجدار الخارجي للمركز التجاري في حين ذهب المهاجمون إلى داخل المبنى، ونقلت الصحيفة عن إسرائيلي آخر من الناجين من الحادث قوله إن المهاجمين ربما أرادوا ضرب أهداف غربية إسرائيلية، لأن هذا المبنى بنيروبي هو غربي وله علاقة وطيدة بالإسرائيليين، موضحًا أن المبنى ينتمي ليهودي إسرائيلي ولكنه لم يفصح عن اسمه، وهو إسرائيلي من جنوب أفريقيا، وقضى طوال حياته وعمله في أفريقيا، ومعروف للسكان المحليين أن ملكية هذا المجمع تعود له. 


https://www.youtube.com/watch?v=S65TkCZANbk
https://arabic.rt.com/news/628269-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%8...
https://www.france24.com/ar/20130923-%D9%83%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%...
روابط لمقاطع فيديو خاصة بهجوم مركز ويست جيت التجاري 


الهجوم على المجمع الفندقي بنيروبي : 15 – 16 يناير 2019م 
في مساء يوم الثلاثاء الساعة ال3 عصرا بالتوقيت المحلي الموافق 15 يناير 2019م حدث إنفجارين مزدوجين واحده في مواقف سيارات المجمع والذي يحتوى على فندق دوسيت دي 2 الواقع في منطقة ويستلاندز بالعاصمة الكينية نيروبي كان الانفجار الاول قنبلة يدوية في مواقف سيارات المجمع تبعه هجوم ثاني بفرد مفخخ هجم على البوابة الرئيسية للفندق وحدث التفجير الثاني تبعه هجوم 4 مسلحين برشاشات وقنابل يدوية اقتحموا الفندق وبدأوا في اطلاق النار على المدنيين وتوغلوا داخل الفندق والادوار العليا وحدث إخلاء وهروب جراء الهجوم من المدنيين من المجمع الفندقي والذي يحتوى أيضا على مكاتب إدارة والبعض هرب والبعض الاخر احتجزوا في مكاتبهم إنتظارا ليتم إنقاذهم فيما بعد وبعد ان وصلت السلطات الأمنية إلى محيط المجمع تم البدء في إخلاء المدنيين مع محاصرة الموقع من جميع الاتجاهات وحصر الإصابات والخسائر وبعد ذلك تم استدعاء القوات الخاصة الكينية التابعة للجيش الكيني بدعم من قوات مكافحة الإرهاب الكينية وبدأوا في إقتحام مبنى المجمع وإخلاء البقية من المحتجزين سواء في المكاتب الإدارية او المنتجع السياحي والفندقي وحدثت إشتباكات داخل المجمع بين المسلحين والسلطات الأمنية والقوات الخاصة وبحلول الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، أعلن مسؤولون أن جميع المباني في المجمع قد تم تأمينها من جانب قوات الأمن. وكانت قوات الأمن تشق طريقها عبر المبنى بعد ساعات من بدء الهجوم، حيث وردت تقارير تفيد بأن عمالا كانوا قد تحصنوا في الداخل. كما إشتركت في هذه العملية أفراد من الوحدة البريطانية الخاصة  قوات SAS " Special Air Service " تم تصويرهم في وسائل الاعلام المختلفة أثناء مشاركتهم في إخلاء الرهائن وفي تغطية انسحاب افراد الطاقم الطبي بصحبة المصابين من داخل المجمع إلى خارجه وبعد 20 ساعة وفي صباح اليوم التالي الموافق الأربعاء 16 يناير 2019م تم الإعلان عن تصفية المسلحين الأربعة في عملية حصار واقتحام استمرت 20 ساعة أسفرت عن مقتل المسلحين الأربعة كما أعلن عن وفاة 21 شخصا مدنيا حسب المصادر الأخيرة و أعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا صباح اليوم الأربعاء 16 يناير 2019، أن عناصر حركة الشباب الإسلامية، الذين نفذوا هجوماً ضد مجمع فندقي فخم في نيروبي أوقع 14 قتيلاً على الأقل، "تمت تصفيتهم" على أيدي قوات الأمن في ختام حصار استمر نحو عشرين ساعة.


وقال الرئيس في مؤتمر صحافي "يمكنني التأكيد أن العملية الأمنية في (مجمع) دوسيت انتهت قبل نحو ساعة وأنه تمت تصفية كل الإرهابيين" موضحا أنه "تمت خسارة 14 شخصا بريئا". وأضاف أنه تم إجلاء أكثر من 700 شخص من المجمع "في ساعات الصباح الأولى" حين كان لا يزال الهجوم مستمراً.


وكانت مصادر الشرطة ومسؤول في المشرحة أعلنا في وقت سابق عن سقوط 15 قتيلا. ولم يتضح على الفور عدد المهاجمين بالإجمال، الذين بدأوا الثلاثاء الهجوم الذي استمر حتى صباح الأربعاء.


وبين القتلى مواطن أميركي وبريطاني اسمه لوكا بوتر وهو مدير برنامج بريطاني لمنظمة خيرية دولية ، وفقا لما قاله مسؤول في الخارجية الأميركية ولم يعط المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته أي تفاصيل أخرى، مشيرا إلى مسألة احترام خصوصية عائلة القتيل.


وعملت قوات الأمن طيلة الليل لتأمين مجمع دوسيت-دي2، الذي يضم فندقا فيه 100 غرفة، ومنتجعا صحيا ومطعما ومباني تشغلها مكاتب. وفجر انتحاري واحد على الأقل نفسه في الفندق فيما قام مسلحون بإطلاق النار والاشتباك مع قوات الأمن ثم تحصنوا في طوابق عليا فيما كان المدنيون يفرون أو يختبئون في مكاتبهم بانتظار إنقاذهم.


وأظهرت مشاهد كاميرات المراقبة التي بثت على التلفزيون، أربعة مهاجمين جميعهم بملابس سوداء ومدججين بالسلاح، يدخلون باحة في المجمع لدى بدء الهجوم.


وقال ضابط في وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الكينية لوكالة الأنباء الألمانية إن الهدف من الهجوم على المجمع الفندقي في نيروبي، هو مؤتمر نظمه أمريكيون وكان من المقرر أن يحضره أمريكيون أيضا.





المشاركة البريطانية في عملية تحرير المجمع الفندقي بنيروبي : 
شارك أفراد من قوات SAS البريطانية " Special Air Service " في عملية تحرير المجمع الفندقي حيث شاركت في عمليات إخلاء المدنيين أثناء الاشتباكات مع المهاجمين بالإضافة إلى تغطية انسحاب افراد الطاقم الطبي بصحبة المصابين من داخل المجمع إلى خارجه ، جاء التواجد البريطاني في هذه العملية من قبيل الصدفة حيث أن العلاقات البريطانية الكينية من ضمنها الدعم العسكري البريطاني من حيث التدريبات وخصوصا في عمليات مواجهة الإرهاب حيث أن الدولتين  كينيا والمملكة المتحدة وقعتا على اتفاقية تعاون دفاعى جديدة لتدعيم الشراكة بين الدولتين فى مجالات التعاون العسكرى والتدريبات، وقع الاتفاق فى العاصمة نيروبى المفوض الأعلى البريطانى، نيك هايلي، نيابة عن حكومة المملكة المتحدة، ووزير الدفاع راياشيل أومامو، نيابة عن الحكومة الكينية. 


وتعمل اتفاقية الدفاع الجديدة بين كينيا وبريطانيا على زيادة كفاءة العمليات بين البلدين ، وتساعد على مساهمة كينيا على نطاق واسع فى الأمن الإقليمى علاوة على استمرار مشاركة الجيش البريطانى فى أنشطة التمرينات والتدريبات العسكرية فى كينيا، وهو ما يعادل مكاسب تصل إلى نحو 9 مليارات شلن كينى (7ر58 مليون جنيه استرليني) لمصلحة الاقتصاد الكينى سنويا.


وقال المفوض الأعلى البريطانى لدى كينيا، نيك هايلي، إن المملكة المتحدة تعد شريكا دفاعيا وأمنيا مهما لكينيا، مؤكدا أن كلا الدولتين ترغبان فى استمرار علاقتيهما وتطويرها إلى الأفضل ، ولفت إلى أن الاتفاقية الجديدة ستساعد كينيا على الانخراط بصورة أكبر فى العديد من المناطق والأقاليم منها على سبيل المثال أمن الحدود، وتعزيز قدرات المراقبة، وزيادة كفاءة تفكيك المتفجرات، إلى جانب مواصلة التدريبات العسكرية وبناء القدرات للجيوش فى كينيا وتلك المشاركة فى مهام الاتحاد الأفريقى فى الصومال.

هذا وبالله التوفيق ...


ملحق الفيديوهات 
https://www.youtube.com/watch?v=wmAPSs-rAP8
الرئيس يعلن نهاية الهجوم على المجمع السياحي بنيروبي

https://www.youtube.com/watch?v=XPeVdOirA5Y
تقرير فرانس 24 عن عملية المجمع السياحي 
https://www.youtube.com/watch?v=1SWghR2Mcpc
فيديو يقر بوجود أفراد من قوات SAS البريطانية