في 27 مايو 2024، أعلن ديمتري شوجاييف، مدير الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني، خلال بث مباشر على القناة الأولى، أن روسيا تجري حاليًا مناقشات مع أوزبكستان بشأن إعادة تسليح قوات الدفاع الجوي لجمهورية آسيا الوسطى. وتعد هذه المحادثات جزءًا من التعاون العسكري الفني الأوسع بين البلدين، والذي يهدف أيضًا إلى تحديث المعدات البرية والقوات الجوية.
وقال دميتري شوجاييف، مدير الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني، إن اتفاقًا بشأن برنامج إعادة التسلح قيد النظر حاليًا. وسيشمل هذا البرنامج القوات الجوية والدفاع الجوي، فضلا عن المعدات الأرضية، التي تغطي مجموعة واسعة من القدرات العسكرية. وقال شوجاييف: "سنناقش، ثم نطور ونساعد نظرائنا". وتأتي هذه التطورات استجابة لمرسوم أصدره الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف يدعو إلى تشكيل لجنة حكومية بحلول مارس 2024 تهدف إلى تجهيز القوات المسلحة للجمهورية، وذلك في أعقاب تطور العديد من العقود الموقعة في 29 نوفمبر 2016، والتي تسعى إلى تعزيز التعاون العسكري التقني بين البلدين.
ويشهد الجيش الأوزبكي، الذي يتألف من نحو 70 ألف جندي و28 لواء، و340 دبابة (تي-62، وتي-64، وتي-72)، و530 مركبة مدرعة، زيادة مطردة في ميزانية الدفاع، حيث بلغت 797 مليون دولار للعام الحالي. منذ مغادرة منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) في عام 2012، تحولت أوزبكستان بشكل متزايد إلى شركاء أجانب آخرين، بما في ذلك تركيا، للحصول على الدعم العسكري والتكنولوجي.
تلعب أوزبكستان، التي تتمتع بموقع استراتيجي في قلب آسيا الوسطى، دورًا جيوسياسيًا حاسمًا نظرًا لقربها من القوى الإقليمية الكبرى مثل روسيا والصين ودول الشرق الأوسط. وهذا الموقع المركزي يجعل من أوزبكستان لاعباً رئيسياً في قضايا الأمن الإقليمي ونقطة عبور حيوية للمبادرات الاقتصادية والأمنية، بما في ذلك طرق الحرير الاقتصادية والطاقة الجديدة.
منذ حصولها على الاستقلال في عام 1991، تناوبت أوزبكستان بين سياسة التعاون الوثيق مع روسيا ومحاولات تنويع شراكاتها العسكرية والدفاعية. إن التعاون الدفاعي بين روسيا وأوزبكستان، المتجذر في التاريخ المشترك الذي يعود تاريخه إلى العصر السوفييتي، قد تجسد من خلال العديد من اتفاقيات التعاون العسكري الفني الثنائية. وتشمل هذه الاتفاقيات تسليم الأسلحة، وتحديث المعدات العسكرية الحالية، وتطوير تقنيات دفاعية جديدة.
وتهدف التعاقدات الأخيرة بين البلدين في المقام الأول إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي لأوزبكستان، وهو مجال تمتلك فيه روسيا خبرة متقدمة. وقد تم تعزيز هذا التعاون من خلال عقود تسليم أنظمة الدفاع الجوي؛ على سبيل المثال، وفقًا لبيانات SIPRI، قامت روسيا بتسليم نظام واحد على الأقل من طراز S-125 Pechora-2M إلى أوزبكستان في عام 2010.
كما قامت روسيا بتسليم طائرات هليكوبتر عسكرية حديثة، مثل Mi-35، والتي تعزز قدرة الجيش الأوزبكي على الحركة والاستجابة السريعة. وبالإضافة إلى توفير معدات جديدة، تساعد روسيا أوزبكستان في تحديث معداتها العسكرية الحالية، بما في ذلك تحديث الدبابات القتالية مثل T-72، المجهزة بتكنولوجيا الدروع الحديثة، وأنظمة الاستهداف، والاتصالات. يساعد هذا التحديث على إطالة عمر المعدات ويعزز فعاليتها في ساحة المعركة.
ويمتد التعاون إلى التطوير المشترك للتكنولوجيات الجديدة، لا سيما في مجال الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار، التي تعتبر حاسمة لمراقبة الحدود وجهود مكافحة الإرهاب. وتشمل هذه المبادرات أيضًا التدريب والتبادلات بين جيشي البلدين، وتعزيز مهارات القوات الأوزبكية وإثراء إمكانية التشغيل البيني بين الجيشين.