وفقًا لمعلومات نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية في 19 أبريل 2025، سيُجري مشاة البحرية الأمريكية من بطارية الدفاع الجوي الأرضية (GBAD) التابعة للكتيبة الساحلية الثالثة المضادة للطائرات تدريبًا بالذخيرة الحية باستخدام نظام الدفاع الجوي المتكامل لمشاة البحرية (MADIS) المُنشر حديثًا خلال مناورات باليكاتان 25 في الفلبين.
يُمثل هذا أول نشر لنظام MADIS في البلاد، ويمثل خطوة مهمة في توسيع التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والفلبين، ويعزز التزام الولايات المتحدة بتعزيز الأمن الإقليمي وقدرات الدفاع الجوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. صُممت مناورات باليكاتان 25، المقرر إجراؤها في الفترة من 21 أبريل إلى 9 مايو 2025، لتحسين التوافق التشغيلي، والفعالية العملياتية المشتركة، والردع الاستراتيجي استجابةً للتهديدات الإقليمية المتطورة.
لأول مرة، سينشر مشاة البحرية الأمريكية من فوج مشاة البحرية الساحلي الثالث (3d MLR)، الفرقة البحرية الثالثة، نظام الدفاع الجوي المتكامل البحري (MADIS) في الفلبين، حيث ستشغله بطارية الدفاع الجوي الأرضي (GBAD) التابعة للكتيبة الساحلية الثالثة المضادة للطائرات (3d LAAB) التابعة لسلاح مشاة البحرية الأمريكي. سيشارك نظام MADIS في تدريبات بالذخيرة الحية كجزء من فعالية الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (IAMD)، وهي واحدة من ستة أنشطة مشتركة متعددة المجالات (CJADO) مقررة خلال تمرين باليكاتان 25. تُجرى هذه التدريبات بالتنسيق الوثيق مع سلاح مشاة البحرية الفلبيني (PMC)، مما يُبرز الجهود المشتركة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي المتكاملة.
MADIS، أو نظام الدفاع الجوي المتكامل البحري، هو منصة دفاع جوي متنقلة وقابلة للمناورة وقصيرة المدى، طُوّرت لتزويد سلاح مشاة البحرية بقدرات دفاع جوي أرضي مُحدثة (GBAD). صُمم نظام MADIS لدعم القواعد الاستكشافية ووحدات المناورة، ويوفر الحماية من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات ثابتة الأجنحة، والمروحيات، وصواريخ كروز، والأنظمة الجوية بدون طيار (UAS) التي تزداد شيوعًا.
يُركّب نظام MADIS على مركبة تكتيكية خفيفة مشتركة (JLTV)، ويتألف من نوعين لكل قسم عملياتي - MADIS Mk1 وMADIS Mk2 - يعملان كزوج متكامل. صُممت مركبة Mk1 لتحييد التهديدات الجوية التقليدية، مثل الطائرات ذات الأجنحة الدوارة والثابتة. وهي مُسلحة بصواريخ ستينغر ومدفع عيار 30 ملم. أما مركبة Mk2، فهي مُحسّنة لمهام مكافحة الأنظمة الجوية بدون طيار، وتحتوي على نظام رادار RPS-62 S-band، بالإضافة إلى وظائف القيادة والتحكم للقسم بأكمله. يسمح هذا الرادار بالكشف المبكر عن التهديدات الجوية القادمة وتحديدها وتتبعها، مما يدعم العمليات الدفاعية المنسقة بين المركبتين.
توفر هذه المكونات مجتمعةً حلاً دفاعياً جوياً متعدد الطبقات، ومترابطاً، وعالي الحركة، وقادراً على العمل في تضاريس متنوعة، بما في ذلك المناطق الساحلية والأرخبيلية مثل الفلبين. ويعكس دمجها في عقيدة مشاة البحرية الأمريكية جهود تحديث أوسع نطاقاً تهدف إلى تحسين حماية القوات وتعزيز القدرة على البقاء في ساحة المعركة.
يتماشى نشر نظام MADIS في الفلبين مع أهداف مشاة البحرية الفلبينية لتحديث الدفاع الساحلي، مما يضمن وعياً ظرفياً أكبر وسيطرة أكبر على المجال الجوي. خلال مناورات "باليكاتان 25"، سيتدرب مشاة البحرية المجهزون بنظام MADIS جنباً إلى جنب مع نظرائهم الفلبينيين، الذين سيوفرون أمن المحيط ويستعرضون أنظمتهم الخاصة لمكافحة الطائرات بدون طيار. صُممت هذه التدريبات المشتركة ليس فقط لتحسين الاستجابات التكتيكية للتهديدات الجوية الناشئة، ولكن أيضاً للتحقق من الفعالية العملياتية لنظام MADIS في سيناريوهات قتالية واقعية.
يُعد تمرين "باليكاتان" - الذي يعني "كتفاً بكتف" باللغة التاغالوغية - حدثاً تدريبياً ثنائياً سنوياً يُبرز التحالف الدائم بين الولايات المتحدة والفلبين. إلى جانب تحسين التوافق العسكري، يدعم هذا النظام الردع الاستراتيجي في منطقة تواجه توترات متصاعدة وانتشارًا للتهديدات غير المتكافئة، بما في ذلك الطائرات المسيرة وتقنيات الصواريخ.
مع تزايد حدة الصراعات الاستراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يُشير وجود أنظمة متطورة مثل نظام MADIS إلى موقف استباقي من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لضمان الهيمنة على المجال الجوي وحماية الوحدات العملياتية الأمامية. ويمثل هذا التعاون، بالنسبة لكلا البلدين، التزامًا مشتركًا بالأمن والسيادة والقدرة على الاستجابة السريعة والحاسمة للتحديات الإقليمية الناشئة.