وصلت ثلاث طائرات شبح إضافية متعددة المهام من طراز F-35I "أدير" إلى قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب إسرائيل، في 16 مارس 2025، مما يُمثل تعزيزًا كبيرًا لقدرات سلاح الجو الإسرائيلي. وقد سلمت شركة لوكهيد مارتن هذه الطائرات - أرقام الذيل "963" و"966" و"967" - من مصنعها في فورت وورث، تكساس. ستنضم المقاتلات الجديدة إلى السرب 116، المعروف أيضًا باسم "أسود الجنوب"، ما يرفع عدد طائرات إف-35 الإسرائيلية إلى 42 طائرة من أصل 50 طائرة كانت متفقًا عليها. يأتي هذا بعد أن بدأت القوات الجوية الإسرائيلية باستلام طائرة إف-35I عام 2017، حيث دخلت هذه الطائرة الخدمة الفعلية منذ عام 2018.
طائرة إف-35I "أدير" هي نسخة مُعدّلة من طائرة إف-35 لايتنينج II من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، مُصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة لسلاح الجو الإسرائيلي. تُعدّ طائرة إف-35 لايتنينج II نفسها عائلة من المقاتلات الشبحية متعددة المهام، المُصممة لتلبية احتياجات فروع مُتعددة من الجيش الأمريكي، بالإضافة إلى العديد من الدول الحليفة. يتضمن برنامج طائرة إف-35، الذي طورته شركة لوكهيد مارتن، ثلاثة أنواع: إف-35A (الإقلاع والهبوط التقليدي، أو CTOL)، وإف-35B (الإقلاع القصير والهبوط العمودي، أو STOVL)، وإف-35C (المخصصة لحاملات الطائرات، أو CV). تشتهر طائرة إف-35 بخصائص التخفي المتقدمة، وأجهزة الاستشعار المتطورة، وقدراتها متعددة الأدوار، مما يسمح لها بأداء مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك التفوق الجوي، والضربات الدقيقة، والحظر العميق.
يحتفظ طراز إف-35I الإسرائيلي بقدرات التخفي المتقدمة والقتال متعدد الأدوار لطائرة إف-35 الأساسية، ولكنه يتضمن العديد من التعديلات المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات إسرائيل. وتشمل هذه التعديلات حزمة حرب إلكترونية مصممة خصيصًا، وأنظمة اتصالات متطورة، وأسلحة مصممة خصيصًا لتلبية المتطلبات التشغيلية لإسرائيل. وقد أثبتت طائرة إف-35I جدارتها في القتال منذ دخولها الخدمة عام 2018، مما عزز سمعتها كحجر أساس في القوات الجوية الإسرائيلية.
واجه تطوير برنامج طائرة إف-35 العديد من التحديات التقنية والتأخيرات، ولكنه دخل الخدمة رسميًا مع الولايات المتحدة في عام 2015. أصبحت إسرائيل أول دولة أجنبية تحصل على طائرة إف-35، حيث دخلت نسختها إف-35I الخدمة في عام 2018. تم الانتهاء من الصفقة الأصلية لطائرات إف-35 في عام 2010، حيث طلبت إسرائيل في البداية 25 وحدة، ثم وسعت الطلب لاحقًا إلى 50 وحدة. قُدرت قيمة هذه الاتفاقية بأكثر من 2.75 مليار دولار، وكانت جزءًا من العلاقة الدفاعية الأوسع بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يؤكد التزام أمريكا بضمان حفاظ إسرائيل على تفوقها التكنولوجي في الشرق الأوسط.
يسلط تسليم طائرات إف-35I الإضافية هذه الضوء على التعاون العسكري القوي والمستمر بين الولايات المتحدة وإسرائيل. تُعد طائرات إف-35 جزءًا من شراكة أمنية أوسع بين البلدين، والتي شهدت حصول إسرائيل على عدة أجيال من التكنولوجيا العسكرية المتقدمة. تُعدّ طائرة F-35I أحدث انعكاس لهذه العلاقة الوثيقة، إذ لا ترمز فقط إلى التطور التكنولوجي، بل إلى التوافق الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
لا تزال قاعدة نيفاتيم الجوية، الواقعة جنوب إسرائيل، المقر الرئيسي لأسطول طائرات F-35I. يُكلّف السرب 116، المعروف باسم "أسود الجنوب"، بتشغيل الطائرة وضمان انتشارها السريع في أي لحظة. يُشغّل هذا السرب طائرة F-35I منذ انضمامها، وهو من أوائل السرب التي دمجت المقاتلة الشبحية المتقدمة في هيكلها التشغيلي بالكامل. إن الموقع الاستراتيجي لقاعدة النقب الجوية ودورها في استضافة طائرة F-35I يجعلها رصيدًا حيويًا لإسرائيل، إذ توفر قدرات استجابة سريعة للتهديدات من حدودها الجنوبية والشرقية.
إن إضافة طائرات F-35I الثلاث هذه يُعزز القوة الجوية الإسرائيلية وقدرتها على الحفاظ على التفوق الجوي في منطقة تزداد تقلبًا. بالإضافة إلى طائرة إف-35، استثمرت إسرائيل بكثافة في أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود، مما عزز موقفها الدفاعي ضد التهديدات الصاروخية. ويُعد توسيع أسطول طائرات إف-35I جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية العسكرية الأوسع لإسرائيل، والتي تركز على الحفاظ على التفوق التكنولوجي في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية المتزايدة.
يمثل وصول هذه المقاتلات الثلاث من طراز إف-35I "أدير" خطوة مهمة أخرى في جهود إسرائيل لتحديث سلاحها الجوي وتعزيز قدراتها الدفاعية. ومع هذا التسليم، يواصل سلاح الجو الإسرائيلي تعزيز قدراته الرادعة، مما يضمن استعداد إسرائيل الجيد لمواجهة أي تهديدات ناشئة. ولا تزال العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل عاملاً رئيسيًا في هذه العملية، حيث تعمل طائرة إف-35I كأداة قوية لتعزيز قدرات إسرائيل الدفاعية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.