وفقًا للمعلومات التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام الإيرانية في 27 فبراير 2025، تلقت إيران معدات عسكرية جديدة، بما في ذلك سليمان-402، وهي نسخة مطورة من دبابة القتال الرئيسية M60 Patton الأمريكية الصنع. يعد هذا التسليم الجديد جزءًا من الجهود المستمرة التي تبذلها البلاد لتعزيز قدراتها العسكرية، وخاصة قواتها المدرعة، حيث تسعى إيران إلى تحديث وتعزيز صناعتها الدفاعية.
كانت دبابة القتال الرئيسية M60، التي طورتها الولايات المتحدة في الأصل في الخمسينيات من القرن الماضي ودخلت الخدمة في عام 1960، مكونًا مهمًا في القوات البرية الإيرانية لعقود من الزمان. حصلت إيران لأول مرة على عدد كبير من دبابات M60 خلال السبعينيات، كجزء من برنامج تحديث عسكري أوسع نطاقًا في ظل نظام الشاه محمد رضا بهلوي. كانت هذه الدبابات جزءًا من الشراكة العسكرية الإيرانية مع الولايات المتحدة قبل الثورة الإسلامية عام 1979. وفي أعقاب الثورة، وجدت إيران نفسها منقطعة عن الإمدادات العسكرية الأمريكية، لكن دبابات M60 ظلت جزءًا مهمًا من القوات المدرعة للجيش الإيراني. وعلى مر السنين، بذلت إيران جهودًا مكثفة للحفاظ على هذه الدبابات وترقيتها، وضمان بقائها في الخدمة وفعاليتها لعدة عقود.
تمثل دبابة سليمان 402، وهي أحدث نسخة من دبابة M60 في الجيش الإيراني، قفزة كبيرة إلى الأمام في جهود تحديث الدبابات في البلاد. وقد أدى اعتماد الجيش الإيراني المستمر على منصة M60 إلى الحاجة إلى الترقيات لتحسين قوتها النارية وقدرتها على الحركة وقدرتها على البقاء في مواقف القتال الحديثة.
على الرغم من أن التفاصيل المحددة لدبابة سليمان 402 لا تزال غير مؤكدة إلى حد كبير بسبب الطبيعة السرية لمثل هذه المشاريع العسكرية، فقد تم اقتراح العديد من التحسينات بناءً على تقارير إعلامية إيرانية وتحليلات الخبراء. ومن المرجح أن تكون إحدى الترقيات الأساسية في حماية دروع الدبابة. ومن المتوقع أن تتميز دبابة سليمان-402 بدروع مركبة وتفاعلية محسنة، مما يوفر دفاعًا أفضل ضد الأسلحة المضادة للدبابات المعاصرة مثل الصواريخ الموجهة والقنابل الصاروخية (RPGs) وغيرها من التهديدات الحديثة. ومن شأن هذا الدرع المحسن أن يحسن بشكل كبير من قدرة الدبابة على البقاء في ساحة المعركة، وخاصة في مواجهة أنظمة مضادة للدبابات أكثر تطورًا وقوة يستخدمها الخصوم.
ومن التحسينات الرئيسية الأخرى قوة نيران الدبابة. ومن المتوقع أن يتم تجهيز دبابة سليمان-402 بمدفع أملس عيار 120 ملم، ليحل محل المدفع المخدد الأصلي لدبابة M60. ويسمح المدفع الأملس للدبابة بإطلاق قذائف أكثر تقدمًا وعالية السرعة، بما في ذلك الذخائر الخارقة للدروع، مما من شأنه أن يحسن بشكل كبير قدرتها على الاشتباك وتدمير المركبات المدرعة الحديثة للعدو على مسافات أطول. ويعزز هذا الترقية دور الدبابة في الحرب المدرعة، وخاصة في مواجهة التهديدات المدرعة الثقيلة في ساحة المعركة.
من حيث القدرة على الحركة، يُعتقد أن دبابة سليمان-402 تتمتع بمحرك أكثر قوة، مما من شأنه أن يحسن سرعتها وخفة حركتها ونطاقها التشغيلي الإجمالي. يعد ترقية المحرك هذه ضرورية لضمان قدرة الدبابة على المناورة بفعالية عبر مختلف التضاريس والبقاء قادرة على المنافسة في المواجهات عالية السرعة مع المركبات المدرعة الحديثة الأخرى.
يعد نظام التحكم في النيران في دبابة سليمان-402 مجالًا آخر تم فيه إجراء تحسينات كبيرة. ومن المتوقع أن تتميز الدبابة بنظام تحكم في النيران متطور، بما في ذلك أجهزة استشعار استهداف أكثر تقدمًا وأجهزة كمبيوتر باليستية وقدرات رؤية ليلية محسنة. ستعمل هذه الترقيات على تحسين فعالية الدبابة في ظروف الرؤية المنخفضة، مما يسمح لها بمهاجمة الأهداف بدقة أعلى أثناء العمليات النهارية والليلية. كما سيسمح دمج الإلكترونيات الأكثر حداثة لدبابة سليمان-402 بالتنسيق بشكل أفضل مع الوحدات الأخرى في ساحة المعركة، وهي ميزة حاسمة في بيئات الحرب الشبكية اليوم.
في حين لا يزال الأمر مجرد تكهنات، فهناك أيضًا بعض الاحتمالات بأن دبابة سليمان-402 قد تتضمن ميزات مستقلة لتعزيز كفاءتها التشغيلية. وقد يشمل ذلك تحسينات في أنظمة الاستهداف أو التحميل الآلية، على الرغم من أن تفاصيل هذه التقنيات لم يتم تأكيدها بعد.
يعد تسليم سليمان-402 جزءًا من حملة إيران الأوسع نطاقًا لتعزيز صناعتها الدفاعية المحلية، والتي أصبحت جانبًا بالغ الأهمية في استراتيجيتها العسكرية. على مر السنين، واجهت إيران عقوبات دولية كبيرة قيدت قدرتها على اكتساب التكنولوجيا العسكرية الأجنبية المتقدمة. ونتيجة لذلك، ركزت إيران على تطوير وإنتاج أنظمة الأسلحة الخاصة بها، من الدبابات والمركبات المدرعة إلى الصواريخ والطائرات. يسمح هذا التركيز على الاكتفاء الذاتي لإيران بتخفيف آثار العقوبات وتقليل اعتمادها على الموردين الأجانب، وخاصة أولئك في الغرب.
إن تطوير تكنولوجيات الدفاع المحلية، مثل سليمان 402، يعكس رغبة إيران في تحقيق قدر أعظم من الاستقلال في قدراتها الدفاعية. إن قدرة البلاد على إنتاج معدات عسكرية متقدمة محليًا لا تضمن فقط قدرتها على الاستمرار في تحديث قواتها، بل إنها تضع إيران أيضًا كقوة عسكرية تعتمد على نفسها وقادرة على الحفاظ على وضعها الدفاعي دون مساعدة خارجية. وفي مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي والتوترات الجيوسياسية المستمرة، أصبح هذا الاستقلال الاستراتيجي في الإنتاج الدفاعي أولوية قصوى للحكومة الإيرانية.
تشكل دبابة سليمان 402، إلى جانب مشاريع عسكرية محلية أخرى، جزءًا من رؤية إيران لقوة عسكرية أكثر تقدمًا ومرونة. ومن خلال ترقية أسطولها من دبابات M60، تتمكن إيران من تمديد عمر خدمة هذه المركبات المدرعة مع تعزيز فعاليتها في ساحات القتال الحديثة. تشكل هذه الاستراتيجية المتمثلة في ترقية المنصات القديمة جزءًا أساسيًا من جهود التحديث العسكري الإيرانية، والتي تشمل أيضًا أنظمة محلية أخرى، مثل دبابة القتال الرئيسية كرار وأنظمة الدفاع الصاروخي المختلفة.
إن تسليم دبابة سليمان 402 يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للاعتماد على الذات في الاستراتيجية العسكرية الإيرانية. ستلعب هذه الدبابة الجديدة دورًا مهمًا في القوات المدرعة للجيش الإيراني، حيث تكمل المنصات الحديثة الأخرى وتساهم في القدرات الدفاعية الشاملة للبلاد. في عصر من التقلبات الإقليمية المتزايدة والتوترات العسكرية المتصاعدة، تعد دبابة سليمان 402 شهادة على تصميم إيران على تعزيز قوتها العسكرية من خلال الابتكار والإنتاج المحلي.
في الختام، فإن دبابة سليمان 402 ليست مجرد نسخة مطورة من دبابة M60؛ إنها رمز للهدف الاستراتيجي الأوسع لإيران المتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي في تكنولوجيا الدفاع. مع استمرار إيران في تحديث جيشها، ستلعب هذه الدبابة دورًا مهمًا في تعزيز قدرات قواتها المدرعة وتعزيز موقفها الدفاعي في بيئة جيوسياسية غير مؤكدة على نحو متزايد. لا تعمل دبابة سليمان 402 على تحسين القدرات العسكرية الإيرانية فحسب، بل تؤكد أيضًا على التزام البلاد بالاستقلال التكنولوجي في قطاع الدفاع.