أعلنت وكالة رويترز في 4 نوفمبر 2025، أن طلب المملكة العربية السعودية الرسمي لشراء 48 طائرة مقاتلة شبح من طراز F-35 Lightning II قد أحرز تقدمًا في إطار مراجعة الدفاع الأمريكية، وفقًا لمسؤولين مطلعين على العملية. يخضع الاقتراح للتنسيق بين الوكالات بقيادة وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين، وفقًا للإجراءات المعمول بها في مجال المبيعات العسكرية الأجنبية. ورغم عدم صدور أي موافقة، إلا أن المراجعة تمثل خطوة رئيسية في تقييم واشنطن للتعاون الدفاعي مع دول الخليج، وسياسة مراقبة الصادرات، وإطار التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
وقد انتقل الاقتراح، الذي كان قيد مراجعة وزارة الدفاع الأمريكية، إلى مراحل تنسيق أعلى بين الوكالات، بمشاركة كبار مسؤولي السياسات والدفاع. ورغم عدم اتخاذ قرار نهائي بعد، يشير التقدم إلى أن واشنطن تُقيّم عملية البيع في ضوء التوازنات الإقليمية الحالية، وسياسة مراقبة الصادرات، وأطر الدفاع الثنائية القائمة. سيمثل هذا الاستحواذ المحتمل نقل الطائرات المقاتلة الأكثر تطورًا إلى دولة في الشرق الأوسط منذ أن بدأت إسرائيل في استلام طراز F-35I Adir. في حال الموافقة عليه، سيسمح للمملكة العربية السعودية بمواءمة قدراتها الجوية المستقبلية مع متطلبات الدفاع الحديثة مع الحفاظ على التوافق التشغيلي مع حلفائها الرئيسيين. سيكون حجم الأسطول المقترح، الذي لم يُعلن عنه سابقًا، كافيًا لإنشاء سربين تشغيليين، ويمكن أن يشمل مكونات البنية التحتية والتدريب والاستدامة ضمن الحزمة الشاملة.
يتبع مسار الموافقة على أي بيع لطائرات F-35 إلى المملكة العربية السعودية إجراءات المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) المعمول بها، والتي تتضمن مراجعات متسلسلة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، ووزارة الخارجية، والبيت الأبيض، وإخطارًا نهائيًا من الكونغرس بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة. تُقيّم كل مرحلة توافق السياسات، وقابلية النشر الفني، والآثار الاستراتيجية قبل أي إعلان رسمي. تضمن عملية الموافقة متعددة الطبقات هذه موازنة عمليات نقل التكنولوجيا الحساسة مع ديناميكيات الأمن الإقليمي والرقابة التشريعية الأمريكية. في حين أن الطلب السعودي قد اجتاز التقييم الوزاري الأولي، إلا أنه لا يزال خاضعًا لمراجعات لاحقة بين الوكالات ومراجعات سياسية قد تُعدِّل أو تُؤخِّر النتيجة النهائية. وقد وصف مسؤولو الدفاع المطلعون على عملية المراجعة الاقتراح بأنه يتقدم عبر مراحل إجرائية قياسية، مما يعكس كيفية ضبط واشنطن لمبيعات الأسلحة الرئيسية بما يتماشى مع التزاماتها الأمنية الإقليمية ومتطلبات المراجعة الداخلية.
يعود اهتمام السعودية بطائرة F-35 إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما سعت الرياض إلى تحديث أسطولها الجوي من خلال برنامج F-15SA وشراء يوروفايتر تايفون. في ذلك الوقت، حظرت سياسة التصدير الأمريكية إصدار طائرات الشبح للدول العربية من أجل الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. وواصلت القوات الجوية الملكية السعودية إبداء اهتمامها بطائرات الجيل الخامس كجزء من التحول الصناعي الدفاعي لرؤية 2030، مع التركيز على اكتساب التكنولوجيا، والقدرة على الصيانة المحلية، والاكتفاء الذاتي على المدى الطويل. اعتبر المخططون السعوديون خصائص التخفي لطائرة إف-35، ودمج أجهزة الاستشعار، وأنظمة تبادل البيانات المتقدمة، عناصر أساسية للتكيف مع التهديدات الإقليمية المتزايدة التعقيد للدفاع الجوي والصواريخ. في السنوات الأخيرة، وبينما كانت واشنطن تراجع علاقاتها الدفاعية مع شركائها الخليجيين، أُعيد طرح طلب طائرة إف-35 في ظل شروط تصدير وتكوين أكثر صرامة. يعكس هذا التقييم المتجدد مزيجًا من العوامل الاستراتيجية والصناعية والسياسية التي تُشكل كيفية توزيع الأنظمة المتقدمة في الشرق الأوسط.
لا تزال سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل عاملاً محورياً يؤثر على أي موافقة على مبيعات عسكرية أجنبية في الشرق الأوسط. هذا المبدأ، المنصوص عليه في القانون الأمريكي، يتطلب من إسرائيل الاحتفاظ بتفوق تكنولوجي وعملياتي متفوق على أي جيش إقليمي. وقد أظهرت السابقة التي أرسيت خلال موافقة عام 2020 على طائرات F-35A للإمارات العربية المتحدة أن واشنطن لا يمكنها ترخيص منصات متقدمة في المنطقة إلا بعد مشاورات وثيقة مع سلطات الدفاع الإسرائيلية وإجراء تعديلات لضمان عدم تآكل ميزتها التي اكتسبتها من خلال طائرة F-35I Adir، وربما طائرة F-47 في المستقبل. إذا حصلت المملكة العربية السعودية على الموافقة، فمن المرجح تطبيق تدابير مماثلة، بما في ذلك جداول التسليم التدريجي، وتمايز التكوين، أو تعديلات الأجهزة والبرمجيات. وقد أوضحت مقترحات مشتق محدود التصدير كيف يمكن لواشنطن تكييف الأنظمة لشركائها الإقليميين مع الحد من الأنظمة الفرعية الحساسة. نُظر أيضًا في إمكانية حصول المغرب على طائرة F-35 في ظل هذه القيود، مما يُظهر أن كل حالة في الشرق الأوسط تُدرس بشكل مستقل للحفاظ على التوازن الإقليمي والتزامات الولايات المتحدة بموجب إرشادات التفوق العسكري النوعي.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، سيُمثل إدخال طائرة F-35 تحولًا هيكليًا في قدراتها القتالية والاستطلاعية الجوية. إن الجمع بين قدرة الطائرة المنخفضة على الرصد الراداري، والكشف بعيد المدى، وأنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة، من شأنه أن يُتيح أشكالًا جديدة من الوعي الظرفي والاشتباك الدقيق. سيوفر رادار AN/APG-81 النشط الممسوح إلكترونيًا، إلى جانب نظام الفتحة الموزعة ونظام الاستهداف الكهروضوئي، للقوات الجوية السعودية قدرة مراقبة واستهداف مستمرة حتى في البيئات شديدة التنافس. كما سيُدمج هيكل ربط البيانات في طائرة F-35 المقاتلات السعودية في شبكة قيادة وتحكم موحدة، متصلة بأصول F-15SA ويوروفايتر تايفون للدفاع الجوي متعدد الطبقات وعمليات الضرب المنسقة. من الناحية التشغيلية، سيُحسّن إدخال منصة التخفي من قدرة النجاة ضد أنظمة الصواريخ أرض-جو الحديثة، ويتيح تخطيطًا أكثر مرونة للمهام. وعلى الصعيد الصناعي، يُمكن لمشاركة السعودية في شبكة الاستدامة العالمية أن تُعزز الشراكات الجوية والفضائية المحلية، بما يتماشى مع أهداف التوطين في رؤية 2030.
يضم التكوين الحالي للقوات الجوية الملكية السعودية أسطولًا متنوعًا مُصممًا للعمليات الهجومية والدفاعية. ويضم أسطولها طائرات من طراز F-15C/D وF-15SA للتفوق الجوي ومهام متعددة الأدوار، وطائرات يوروفايتر تايفون للاعتراض والضربات الدقيقة، وطائرات تورنادو IDS التي لا تزال تعمل بقدرة هجوم بري محدودة في انتظار استبدالها. وقد أدى تحديث طرازات F-15S السابقة إلى تكوينات SA وSR إلى توحيد إلكترونيات الطيران والرادار وواجهات الأسلحة، مما عزز كفاءة الأسطول وجاهزيته. كما تُشغّل القوات الجوية الملكية السعودية طائرات التدريب المتقدمة من طراز BAE Hawk، والتي تُشكل أساسًا لانتقال الطيارين إلى طائرات عالية الأداء. تم استثمار مبالغ طائلة في مستودعات الصيانة ومراكز اللوجستيات وأنظمة البيانات لدعم المنصات الجوية المتطورة، مما يضمن قدرة المملكة العربية السعودية على إدارة أساطيلها الجوية المعقدة من خلال شراكات محلية ودولية. ويعكس تطوير البنية التحتية التشغيلية في القواعد الجوية الرئيسية، مثل قواعد الملك عبد العزيز والملك خالد والملك فيصل، استعداد المملكة لاستيعاب عمليات الجيل الخامس المستقبلية.