أخبار: تركيا وصربيا توقعان اتفاقية تعاون دفاعي تركز على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار

بحسب المعلومات التي نشرها موقع ميدل إيست مونيتور في 12 أكتوبر 2024، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش عن تعاون استراتيجي بين بلديهما في صناعة الدفاع خلال زيارة رسمية إلى بلجراد.

وتتضمن هذه الاتفاقية جهودًا مشتركة في التكنولوجيا العسكرية، مع التركيز بشكل خاص على الطائرات بدون طيار، وهو القطاع الذي أصبحت تركيا رائدة فيه عالميًا. وأكد أردوغان أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التركية، بما في ذلك أنظمة Bayraktar TB2 الشهيرة، ستكون جزءًا لا يتجزأ من هذا التعاون.

صناعة الدفاع التركية في دول البلقان

اشترت العديد من دول البلقان طائرات بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 من تركيا، مما يعكس العلاقات العسكرية المتنامية بين المنطقة وأنقرة. وقد تلقت كوسوفو، التي تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية، أول دفعة من طائرات بيرقدار تي بي 2 في يوليو 2023. ويُنظر إلى هذا الاستحواذ باعتباره خطوة استراتيجية وسط التوترات المستمرة مع صربيا، وقد ورد أن كوسوفو اشترت خمس طائرات بدون طيار، على الرغم من أن العدد الدقيق لا يزال غير مؤكد.

كما انضمت ألبانيا إلى صفوف مشتري طائرات بيرقدار تي بي 2 في عام 2022، حيث اشترت ثلاث طائرات بدون طيار لدعم العمليات العسكرية والمدنية، بما في ذلك جهود المراقبة ومكافحة الحرائق.

وحذت البوسنة والهرسك حذوها مؤخرًا، حيث قدمت طلبًا لشراء ست طائرات بدون طيار على الأقل من طراز بيرقدار تي بي 2 في عام 2024. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وسط ديناميكيات الأمن المعقدة في البلقان.

إن دور تركيا ليس خاليًا من التحديات. فمشاركتها في قطاعي الدفاع في كل من صربيا وكوسوفو تضعها في مركز التوترات الإقليمية. ويتطلب بيع الأسلحة المتقدمة إلى البلدان المجاورة، والتي غالبًا ما تكون لها مصالح متنافسة، توازنًا دبلوماسيًا دقيقًا. لقد استخدمت تركيا قوتها العسكرية وصناعتها الدفاعية لتعزيز الشراكات، ووضعت نفسها كمورد موثوق به للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، ولكن يجب عليها أيضًا أن تكون حذرة من تفاقم الصراعات القائمة.

في البلقان، لا تعمل مبيعات الأسلحة التركية كمحرك اقتصادي فحسب، بل وأيضًا كأداة لزيادة نفوذ أنقرة الإقليمي. ترى دول البلقان، وكثير منها أعضاء في حلف شمال الأطلسي أو تطمح إلى الانضمام إليه، أن التكنولوجيا العسكرية التركية إضافة قيمة لأطرها الأمنية.

إن سياسة صناعة الدفاع التركية في البلقان عبارة عن مزيج محسوب من الاستراتيجية الاقتصادية والطموح الجيوسياسي والنفوذ العسكري. ومع استمرار تركيا في توسيع صادراتها الدفاعية، فإن قدرتها على إدارة المشهد السياسي المعقد في البلقان ستكون حاسمة لنجاحها على المدى الطويل في المنطقة.