أخبار: غواصة تايوانية محلية الصنع تدخل مرحلة التجارب البحرية

تقترب أول غواصة تايوانية محلية الصنع، "هاي كون" (المعروفة أيضًا باسم "ناروال")، من إتمام اختبارات قبول الميناء (HAT)، وفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة "ليبرتي تايم نت"، وهي صحيفة يومية بارزة في تايوان، في 4 أبريل 2025. ومن المقرر أن تبدأ اختبارات قبول الميناء (SAT) بحلول منتصف أبريل 2025. ويمثل هذا التطور إنجازًا هامًا في برنامج غواصات الدفاع المحلية التايوانية (IDS)، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع البحري للبلاد في مواجهة التوتر الجيوسياسي المتزايد في المنطقة، وخاصةً فيما يتعلق بالضغوط العسكرية المتزايدة من الصين.

تم الانتهاء إلى حد كبير من مرحلة اختبارات قبول الميناء (HAT)، التي تُقيّم وظائف الغواصة وأنظمتها الأساسية أثناء رسوها. تقوم شركة تايوان لبناء السفن (TSMC)، الجهة المتعاقدة المسؤولة عن البرنامج، حاليًا بإجراء التعديلات النهائية وتقديم النتائج إلى قيادة البحرية للمراجعة. ومن المقرر أن تنتقل الغواصة إلى مرحلة اختبارات القبول البحري (SAT) الأكثر صرامة، والتي تُقيّم أنظمتها وأدائها بشكل شامل في المياه المفتوحة. ومن المتوقع أن تبدأ اختبارات القبول البحري في أبريل المقبل وتنتهي بحلول أكتوبر 2025، ومن المتوقع تسليم غواصة هاي كون رسميًا إلى البحرية الصينية في نوفمبر.

ومن أهم جوانب مرحلة اختبارات القبول البحري إطلاق "لغم تحكم" للتحقق من أن أنظمة الغواصة القتالية تلبي المتطلبات التشغيلية. ومن المقرر إجراء هذا الاختبار تحديدًا في أواخر أكتوبر. وبعد إكمال جميع أهداف التجارب البحرية بنجاح، ستصبح هاي كون أول غواصة محلية الصنع عاملة في تايوان، وهو إنجاز بارز في قطاع الدفاع التايواني.

بالإضافة إلى النموذج الأولي لغواصة هاي كون، وضعت تايوان خطةً مُهيكلةً لتوسيع أسطولها من الغواصات من خلال عملية إنتاج من ثلاث مراحل، تحمل اسم "2+3+2"، في إشارة إلى غواصتين في الدفعة الأولى، وثلاث غواصات في الثانية، واثنتين في الثالثة. ومن المتوقع توقيع اتفاقية إنتاج أول غواصتين خلال عام 2025. وبحلول عام 2029، تهدف تايوان إلى نشر أسطول من ثماني غواصات محلية الصنع.

من الناحية الفنية، تتميز غواصة هاي كون بإزاحة مغمورة تبلغ حوالي 2500 طن متري، ويمكنها الغوص إلى أعماق تصل إلى حوالي 350 مترًا - أي أعمق بكثير من غواصات فئة تشيان لونغ التايوانية الحالية (المعروفة أيضًا باسم فئة ستيجوسورس). وهي مُجهزة بطوربيدات ثقيلة الوزن من طراز MK48 Mod 6 Advanced Technology أمريكية الصنع، والتي تُعتبر على نطاق واسع من أقوى الطوربيدات في العالم، وهي قادرة على مواجهة الغواصات والسفن الحربية السطحية الكبيرة. ستتميز النسخ المستقبلية أيضًا بأنظمة تسليح مُحسّنة، بما في ذلك صواريخ UGM-84L Harpoon المضادة للسفن التي تُطلق من الغواصات، مما يُعزز قدرتها على توجيه ضربات ضد مجموعة من التهديدات البحرية.

لا يُمكن المبالغة في الأهمية الاستراتيجية لهذا الأسطول البحري المحلي. ففي سياق غزو عسكري محتمل من قِبل الصين - وهو سيناريو أصبح مُرجحًا بشكل متزايد في ظل موقف بكين العدواني تجاه تايوان - تُوفر الغواصات لتايوان ميزة غير متكافئة. فبينما تمتلك الصين أسطولًا بحريًا أكبر حجمًا وأكثر حداثة، تُمكّن الغواصات تايوان من توجيه ضربات استراتيجية، وخاصة ضد الأصول البحرية الرئيسية، مع الحد الأدنى من التعرض. تستطيع هذه الغواصات البقاء خفية لفترات طويلة، ومراقبة تحركات العدو، وتعطيل عمليات الهجوم البرمائي، مما يجعلها حجر الزاوية في استراتيجية الردع والدفاع التايوانية.

علاوة على ذلك، تُعزز الغواصات قدرة تايوان على السيطرة على المياه المحيطة بجزيرتها الرئيسية وجزرها الخارجية، مما يُعقّد أي حصار أو خطة غزو محتملة من قِبل بحرية جيش التحرير الشعبي. بفضل قدرتها على التخفي وقدرتها على التحمل وقوتها الضاربة، فإنها مثالية للعمليات الدفاعية والهجومية في المياه المتنازع عليها. كما يضمن إنشاء قدرة محلية لإنتاج الغواصات استقلالية أكبر لتايوان في تخطيطها الدفاعي طويل المدى، لا سيما في ظل تزايد الصعوبات في الحصول على أنظمة متطورة من دول أجنبية بسبب الضغوط الصينية.

يمثل تقدم غواصة "هاي كون" التايوانية المصنعة محليًا نحو التشغيل إنجازًا تكنولوجيًا ونقطة تحول استراتيجية في سياسة تايوان الدفاعية. إن القدرة على نشر أسطول محلي من الغواصات المتطورة توفر للدولة الجزيرة أداة فعّالة للبقاء الوطني والمقاومة في بيئة أمنية متزايدة عدم الاستقرار.