أخبار: كوريا الشمالية تكشف النقاب عن دبابة "Cheonma-2" المُحسّنة

برزت معلوماتٌ جديدة حول أحدث نسخة من دبابة "تشيونما-2"، المعروفة أيضًا باسم "M2020"، وهي دبابة قتال رئيسية مُطوّرة محليًا في كوريا الشمالية، عقب نشر صورٍ مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي الكورية الشمالية في 3 مايو 2025. تُظهر هذه الصور، التي التُقطت خلال زيارة الزعيم الأعلى كيم جونغ أون لمنشأة إنتاج دفاعي، منصةً مُحسّنة بشكلٍ كبير مُقارنةً بالنسخة التي كُشف عنها لأول مرة في العرض العسكري لعام 2020 احتفالًا بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزب العمال الكوري.

تتبع دبابة "تشيونما-2" الجديدة تصميم دبابة القتال الرئيسية التقليدي، حيث يتمركز السائق في منتصف مقدمة الهيكل، والبرج مُركّب في المنتصف، ومجموعة الطاقة في الخلف. وبينما يحتفظ الهيكل بالتكوين العام للطراز السابق، يُظهر تصميم البرج تشابهًا ملحوظًا مع دبابة "K2 Black Panther" الكورية الجنوبية. قد يشير هذا إما إلى هندسة عكسية أو تقليد مفاهيمي، وهو نمطٌ شوهد سابقًا في تطوير المركبات المدرعة الكورية الشمالية.

يُعدّ التكامل الواضح لنظام حماية نشط (APS) حديث من أهم التطورات في هذا الإصدار الجديد. تشير الإشارات المرئية إلى وجود وحدات رادار وقاذفات إجراءات مضادة تُشبه مكونات نظام الحماية النشط الإسرائيلي "القبضة الحديدية"، الذي تنتجه شركة إلبيت سيستمز. صُممت هذه الأنظمة لاكتشاف المقذوفات القادمة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف آر بي جي، وإطلاق إجراءات مضادة لتحييد التهديد قبل الاصطدام. تُركّب على سطح البرج مجموعتان من أربع قاذفات صواريخ مضادة، يُرجّح أنها مُصمّمة لنشر صواريخ اعتراضية أو إطلاق صواريخ وهمية عند اكتشاف أي تهديد. تعكس هذه الترقيات تركيزًا استراتيجيًا على بقاء الطاقم والدفاع ضد تهديدات الهجوم العلوي الحديثة والرؤوس الحربية المزدوجة.

تُكمّل هذه الدفاعات محطة أسلحة حديثة التشغيل عن بُعد (ROWS) مُثبّتة على الجانب الأيسر من البرج، ومُسلّحة بمدفع رشاش ثقيل عيار 12.7 ملم. يُتيح هذا النظام للطاقم مواجهة التهديدات الجوية وتهديدات المشاة دون تعريض أنفسهم للخطر. يضم الجانب الأيمن من البرج قاذفتين للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات (ATGMs)، مما يوفر قدرة إضافية طويلة المدى مضادة للدروع، مما يعزز بشكل كبير من تنوع الدبابة الهجومي.

كما طُوّرت الأنظمة البصرية، مع دمج أجهزة استشعار جديدة بسلاسة في درع البرج. يوفر مشهد بانورامي مركزي على سطح البرج للقائد مجال رؤية كامل بزاوية 360 درجة، مما يُحسّن من تحديد الهدف والوعي الظرفي وإدارة ساحة المعركة. بالمقارنة مع سابقتها، تتميز دبابة تشونما-2 الجديدة بدرع أمامي مُعزّز، مما يُشير إلى السعي لزيادة الحماية من المقذوفات الحركية والكيميائية. جوانب الهيكل مُجهزة الآن بدرع تفاعلي متفجر (ERA) متطور، بالإضافة إلى تنانير مدرعة إضافية تحمي نظام التعليق، مما يزيد من مقاومته للألغام والعبوات الناسفة المرتجلة (IEDs).

لتعزيز الدفاع في المواجهات القريبة أو في البيئات الحضرية، تُبقي الدبابة على استخدام درع قفص سلكي (درع شبكي) على الأجزاء الخلفية من البرج والهيكل. تُعدّ هذه طريقة منخفضة التكلفة نسبيًا لصد قذائف آر بي جي والرؤوس الحربية ذات الشحنات المُشكّلة، ويشير استمرار وجودها إلى قلق كوريا الشمالية من التهديدات غير المتكافئة المضادة للدبابات.

من حيث القوة النارية، وبينما لم يُؤكد العيار الدقيق رسميًا، يبدو أن المدفع الرئيسي هو مدفع أملس عيار 125 ملم، بما يتماشى مع معايير الدبابات الروسية والصينية. من المرجح أن يدعم هذا المدفع كلاً من الذخيرة التقليدية الخارقة للدروع والذخيرة شديدة الانفجار، وقد يكون متوافقًا مع قذائف الصواريخ المضادة للدبابات التي تُطلق من خلال السبطانة، وهي قدرة نموذجية في تصاميم الكتلة الشرقية. إن إدراج أنظمة حديثة للتحكم في النيران، وإن كان مجرد تكهنات، سيكون ضروريًا لتحقيق دقة تُضاهي دقة دبابات القتال الرئيسية الحالية.

بالمقارنة مع دبابات القتال الرئيسية المعاصرة الأخرى، مثل دبابة K2 Black Panther الكورية الجنوبية، ودبابة Altay التركية، ودبابة Leopard 2A8 الألمانية، ودبابة Leclerc XLR الفرنسية، أو الدبابة الأمريكية M1A2 SEP V3، لا تزال دبابة Cheonma-2 متأخرة من حيث الشبكات الرقمية، والتنقل، وربما تطور التحكم في النيران.

على سبيل المثال، تتميز دبابة K2 بدروع مركبة متطورة، ونظام تحكم في النيران آلي للغاية، ونظام تعليق هيدروليكي هوائي لضمان تنقل فائق عبر البلاد. تدمج دبابة Leopard 2A8 نظام Trophy APS، وتكاملًا رقميًا كاملًا مع ساحة المعركة، وبصريات متطورة. وقد تمت ترقية دبابة Leclerc XLR بأنظمة قيادة رقمية مُحسّنة ومدفع رشاش جديد مُثبت على البرج يتم التحكم فيه عن بُعد. وفي الوقت نفسه، تؤكد M1A2 SEP V3 على القدرة على البقاء من خلال الدروع المحسنة والتدابير المضادة للعبوات الناسفة، إلى جانب المشاهد الحرارية المتقدمة وقدرات ربط البيانات الجديدة.

يُؤكد تطوير أحدث دبابة قتال رئيسية من طراز "تشيونما-2" عزم كوريا الشمالية على تحديث قواتها المدرعة على الرغم من القيود الاقتصادية والعقوبات الدولية. يعكس هذا الإصدار الأحدث محاولةً طموحةً لدمج ميزات شائعة في دبابات القتال الرئيسية الغربية والآسيوية المتقدمة، مثل أنظمة الحماية النشطة، والدروع المعيارية المُحسّنة، والبصريات الحديثة، ومحطات الأسلحة عن بُعد. وبينما تبدو أوجه التشابه البصرية والمفاهيمية واضحة مع دبابات مثل "كي2 بلاك بانثر" و"ليوبارد 2A8" و"إم1إيه2 إس إي بي في3"، إلا أن "تشيونما-2" على الأرجح تفتقر إلى تكامل الأنظمة، وقدرات الحرب الإلكترونية، والأداء في ساحة المعركة الواقعية.

ومع ذلك، تُمثل "تشيونما-2" قفزة نوعية في عقيدة الدروع الكورية الشمالية. فمن خلال دمج مكونات تُحاكي تقنيات أنظمة الحماية النشطة المتطورة، وتحسين القدرة على البقاء والقوة النارية، تسعى كوريا الشمالية بوضوح إلى تضييق الفجوة النوعية مع خصومها المتفوقين تكنولوجيًا. تشير تحسينات الدبابة إلى تزايد الوعي بالتهديدات الحديثة في ساحة المعركة، وخاصةً من الذخائر الموجهة بدقة والاستهداف بمساعدة الطائرات بدون طيار.

ومع ذلك، فبدون الموثوقية القتالية المثبتة، وهياكل الدعم اللوجستي، ودمج أجهزة الاستشعار المتقدمة الموجودة في نظيراتها الغربية، تظل دبابة تشونما-2 تهديدًا إقليميًا أكثر منها منافسًا عالميًا. ومع ذلك، سيُجبر نشرها كوريا الجنوبية والقوات المتحالفة معها على مواجهة تهديد مدرعات كورية شمالية أكثر قدرة، مما قد يُغير الحسابات التكتيكية في أي مواجهة مستقبلية في شبه الجزيرة الكورية.