تحليل: الدعم التركى الثقيل فى مسرح العمليات الليبى

تأثير ظهور تسليح تركي ثقيل فى مسرح العمليات الليبى 


بولا جوزيف 

باحث فى شئون التسليح

فريق باحثى شبكة الدفاع



منذ أن وافق البرلمان التركي في يوم الخميس الموافق الثاني من يناير عام 2020 علي إرسال قوات الي الأراضي الليبية ، كانت الغلبة للجيش الوطني الليبي علي حساب ميليشيات الوفاق ، و لكن عجز الجيش الوطني الليبي عن الحسم السريع للموقف مما أعطي فرصة لميليشيا الوفاق المدعومة تركيا أن تستعيد نشاطها نتيجة لضربات الطائرات بدون طيار (Unmanned Arial Vehicle (UAV)  التركية ، و السيل الغير منقطع من المرتزقة السوريين والمعدات .


و بالفعل في 18 مايو تمكنت ميليشيات الوفاق من فرض سيطرتها علي قاعدة الوطية الجوية الموجودة بجنوب غرب طرابلس ب 140كم بعد ضربات عدة من الدرون التركي ، إلا أنه في يوم 27 مايو إنتشرت صور لراجمات صواريخ Multiple Rockets Launcher من نوع  T-122 Sakarya  تركية الصنع ، و التي تصل صواريخها لمدي 40كم ، بالإضافة الي عدد من بطاريات مدفعية هاوتزر  T-155 المصنعة علي اساس المدفع K-9  الكوري الجنوبي و التي يمكن أن يصل مداها الي  40 كم بعد تعزيز القذيفة ب Projectile Range Extender ، هذه الأنظمة بجانب الدورن القتالي Bayraktar TB2 الذي يمكنه أن يمد مراكز القيادة والسيطرة الخاصة بانظمة المدفعية السابق ذكرها  بالإحداثيات اللازمة الخاصة بالأهداف ، ما يعطي دقة وقدرة نارية عالية بالإضافة الي دخول منظومة جديدة و هي KARGU suicide drone هذه الطائرة بدون طيار المحملة بالمتفجرات تستخدم كطائرة إنتحارية لضرب اهداف مختارة بعناية بمنتهي الدقة ، كما نشرت انباء عن وصول دبابات M-60  الي ليبيا .


و مما سبق نري سعي تركيا و ميليشيات الوفاق من القيام بعملية هجومية ، فنماذج الأنظمة القتالية السابق ذكرها هي ليست لتعزيز المواقع فحسب و إنما لتوجيه ضربة اخري ، مستفيدة من الزخم المحقق في سقوط قاعدة الوطية الجوية و إرتفاع الروح المعنوية للملشيات السورية  ، ومن المتوقع أن يكون الهجوم المدعوم تركيا في إتجاه جنوب طرابلس للأسباب التاليه :
- لوجود ضغط كبير من الجيش الوطني الليبي في جنوب طرابلس و بالأخص في منطقة مطار طرابلس 
- تأمين نطاق أكبر لجنوب طرابلس
- تكوين منطقة إنطلاق تجاه ترهونة للقيام بهجوم مستقبلي.


هنا تظهر فغالبية راجمات الصواريخ التى شوهدت في منطقة الخمس متجهة الي طرابلس ما يعزز أن الهجوم القادم سيكون تجاه جنوب طرابلس بالإضافة الي أن وصول الدبابات يدعم فكرة حتمية الهجوم  فالدبابة في المقام الأول هي سلاح هجومي.


تركيا استفادت من عملياتها في شمال سوريا بأن إختبرت سلاحها و إكتسبت خبرة قتالية بالإضافة الي أن المرتزقة التي ترسلهم هم أيضا خاضوا قتالا ضد الأكراد و مثقلين بالخبرات حتي و إن إرتفعت بينهم الخسائر ، لذا يجب علي  الجيش الوطني  الليبي أن يقوم بعملية منظمة و إعادة تنظيم لصفوفه لضرب قوات ميسليشيات الوفاق في أسرع وقت ممكن و حرمانهم من الحشد و المبادأة ، وإلا تواجدهم في ليبيا سيكون أمر حتمي و طرفاً في المفاوضات و الضغط السياسي بل و قد يتطور الأمر الي أن يستغل الجانب التركي صحراء ليبيا المفتوحة و دفع عناصره المرتزقة للقيام بعمليات إرهابية داخل الاراضي المصرية و تنتعش داعش من جديد برعاية تركية خالصة.