تقرير: من اطلق صواريخة ضد الفرقاطة الامريكية ستارك في مايو عام 1987 واخرجها من الخدمة؟

من أصاب المدمرة الأمريكية ستارك وتسبب فى إخراجها من الخدمة ؟ وكيف حدث ذلك؟

د - خالد سيد
مجموعة  التحليل
القسم التاريخى




بقلم خبير المعارك الجوية توم كوبر بالتعاون مع العميد صادق من مديرية الاستخبارات العسكرية السابقة كيف دمرت سوزانا العراقية الفرقاطة الامريكية ستارك عام ١٩٨٧ ..

في عام ١٩٨٧ قامت طائرة حربية عراقية مجهولة بضرب الفرقاطة الامريكية ستارك في الخليج العربي مِم أدى لمقتل ٣٧ بحارا ! انها لم تكن طائرة الميراج F1 التي هاجمت الفرقاطة ستارك كما كان متوقعا !

في ١٧مايو ١٩٨٧ كانت الفرقاطة الامريكية يؤ اس اس ستارك القاذفة للصواريخ الموجهة بالليزر تقوم بأعمال الدورية البحرية في وسط الخليج الفارسي (العربي ) بمسافة ٣ كليو متر خارج المنطقة المحظورة التي اعلنها العراق على السفن بكونها منطقة عمليات القريبة على السواحل الإيرانية وفِي الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي تعرضت الفرقاطة الامريكية ستارك لهجوم على مايبدو انه من احد مقاتلات القوة الجوية العراقية لقد تمكن رادار السفينة الحربية الامريكية من رصد وتعقب الطائرة العراقية قبل ان تقوم بالهجوم وأمر النقيبب Glenn R. Brindel عامل الراديو بإرسال رسالة تحذيرية للطائرة العراقية وسؤال الطيار لتحيد هوية الطائرة الا ان الطيار لم يستجب للامر واستمر بالاقتراب حتى مسافة ٣٥ كيلو متر ثم قام بطلاق صاروخين من طراز AM 39 اكسوزيت المضاد للسفن حيث اخترق الصاروخ الاول هيكل السفينة تماما أسفل منطقة جسر السفينة لكن الصاروخ لم ينفجر الا انه أحدث حريقا كبيرا بسبب احتراق وقود الصاروخ اما الصاروخ الثاني فقد اصاب نفس المنطقة تقريبا وانفجر ليحدث فجوة في جسم السفينة بحجم ٣ -٤.٦ متر وبالمحصلة فان الصاروخين أحدثا أضرار جسيمة واديا آلى إشعال حرائق استمرت لمدة ٢٤ ساعة وقد امر قائد السفينة استعمال ألواح الطفو الجانبي ليجعل الفجوة في جسم السفينة اعلى من مستوى الماء ويجنبها الغرق ..

وبمساعدة كل من المدمرة USS Waddelو المدمرة USS Conyngham حيث قاما بقطر السفينة ستارك وباالكاد تمكنت ستارك من الوصول الى ميناء المنامة في البحرين وذلك في الْيَوْمَ التالي حيث اضطلعت كل من المدمرتين. destroyer tender USS Acadia s. بأعمال التصليح المؤقتة (الا انه تم اخراج الفرقاطة ستارك الخدمة بسب الأضرار الفادحة ) وقد قتل ٢٩ بحارا نتيجة الانفجار والحريق وفقد ٢ في البحر ومات ٨ متأثرين بجروحهم من مجموع ٢١ جريحا وقد قامت البحرية الامريكية بفتح تحقيق حول الحادثة قد تم تجريد قائد السفينة من منصبة وإحالته الى محكمة عسكرية الا انه لم يصدر بحقة اَي حكم قضائي واجبر على التقاعد المبكر ولكن مالذي دعا الطائرة العراقية الى مهاجمة الفرقاطة ستارك وكيف تمكنت المقاتلة العراقية. من شن الهجوم الامر الذي لم يعلن عنه واكتفى العراق بالاعلان عن الهجوم قد تم بالخطأ حيث ان الفرقاطة ستارك كانت تبحر في المنطقة المحظورة وان الطيار العراقي ظن انها ناقلة نفط إيرانية ولذك قام بمهاجمتها لم تقتنع الحكومة الامريكية كثيرا بالرواية العراقية ولكنها لم تعاقب العراق وقبلت اعتذار العراق (قام العراق بتعويض الضحايابمبلغ ٣٧ مليون دولار )وفِي المقابل لامت أمريكا ايران على الهجوم وطلب المحققون الأمريكان بمقابلة الطيار العراقي ورغم وعود صدام بتسهيل التحقيق الا انه لم يتم لقاء الطيار وكانت هناك شبهات حول خطة الطيران لذا أعلن العراق انه خطا ولكن لا زالت هناك شكوك حول نوع الطائرة التي شنت الهجوم حيث اقتنع الجانب الامريكي بأنها Mirage F.1EQsالا ان الاستخبارات الامريكية شككت في إمكانية حمل هذه الطائرة لصارخين من نوع AM-39Excocet حيث انه يكون ثقيل جدا على هذه الطائرة وتستطيع ان تحمل صاروخ واحد فقط من هذا النوع وبَقى التساؤل ماهو نوع الطائرة التي هاجمت ستارك ..

ولادة الفكرة كانت تعود آلى سلسلة من الأحداث في بداية عام ١٩٨٦ عندما شن العراق العديد من الهجمات الجوية على ميناء التصدير النفطي في جزيرة خرج وقرار القيادة الإيرانية بإعادة تنظيم تصدير النفط بعد ان أدت الهجمات العراقية الى شبه شلل في عملية التصدير فقامت ايران بعمل خطة وهي انه بدلا ان تتعرض ناقلات النفط الدولية المؤجرة من قبل شركات النفط من التعرض للهجمات الجوية العراقية فقد قامت ايران باستئجار هذه الناقلات والقيام برحلات مكوكية من جزيرة خرج الى الى ميناء التصدير الجديد في جزيرة سري في أقصى الخليج وبذلك يمكن حماية الناقلات بواسطة سلاح الجو والبحرية الإيرانية بشكل جيد حيث ان جزيرة سري تبعد حوالي ٧٥٠ كيلومتر عن اقرب قاعدة جوية عراقية.

في المقابل لاحظ العراق انه هناك ارتفاع في صادرات ايران النفطية ولكن الأسباب كانت مجهولة حتى تمكنت الاستخبارات العراقية من كشف سر جزيرة سري وقررت القيادة العراقية مهاجمة الميناء ولكن القول اسهل من الفعل حيث لا احد في العراق يعلم اَي شي عن هذا الميناء ولا عن طبيعة الدفاع الجوي الذي يحمي الميناء في جزيرة سري وهذه المعلومات ضرورية للطيارين قبل شن الهجوم وبرزت أيضا مشكلة المدى حيث انه حتى طائرات الميغ ٢٥ الاستطلاعية لاتسطيع الوصول الى هذا الميناء والتصوير والعودة كما انه لايمكن للعراق المخاطرة وارسال احد طائرات الميراج المحوّرة بمنظومة الإرضاع الجوي حيث كان العراق يملك طائرتين فقط من هذا النوع ..

وفِي وسط اجتماعات قيادة القوة الجوية العراقية لإيجاد حل لهذه المشكلة حضر ثلاثة ظباط استخبارات من مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية الى مبنى القوة الجوية وطلبو مقابلة قائد القوة الجوية اللواء الركن حميد شعبان وأبلغوه بان لديهم خطة لحل المشكلة وهي ان لدى العراق طائرة خاصة من صنع فرنسي من طراز Falcon 50 مخصصة لنقل الشخصيات المهمة vip (تابعة للسرب الرئاسي الخاص) وان الخطة هي تركيب كاميرات تصوير على هذه الطائرة والقيام برحلات مدنية من خلال الممرات الجوية للطيران المدني الدولي القريبة من من الجزيرةوالقيام باكثر عدد ممكن من هذه الرحلات وتصوير المنطقة وفورا وافق اللواء حميد شعبان وماهي الا ايّام حتى تم طلاء الطائرة Falcon 50 ذات الرقم التسلسلي ١٢٢ بطلاء الخطوط الجوية العراقية وتم تسجيلها تحت الرقم YI-ALE كطائرة مدنية وتم إرسالها الى عمان لتقوم برحلتها الاولى من هناك وعلى متنها كما هو في الطاهر رجال اعمال وأثرياء عرب في رحلة خاصة الى مدينة مومباي في الهند مرورا بأجواء الخليج ولكن في الحقيقة كان على متن الطائرة ٣ من أفضل طيارين ال ميراج وعندما اقتربت الطائرة من الجزيرة بمسافة ٣٠ كيلومتر قام احد الطيارين بالتقاط الصور مستخدما كامرة خاصة ذات قدرة تكبير عالية وتم تكرار العملية في رحلة العودة ..

وبعد الحصول على الصور شن طيارو الميراج من السرب ٨١ هجومهم الاول على ميناء التصدير الجديد في جزيرة سري بتاريخ ١٨اب ١٩٨٦ والأكثر من ذللك فقد ألهمت هذه العملية عقول القيادات العسكرية في القوة الجوية العراقية الى أفكار جديدة وهي تحوير نفس الطائرة ولكن للقيام بحمل صاروخين AM-39Excoce ليزيد من إمكانية ضرب ناقلات النفط العملاقة التي تحتاج لأكثر من صاروخ ولايملك العراق الا طائرتين ميراج ذات إرضاع جوي تستطيع كل واحدة حمل صارخ واحد فقط ومن خلال خبرة العرقيين في مهاجمة ناقلات النفط والاهداف البحرية فان العديد من صواريخ AM 39 اما لم تنفجر او تسقط بواسطة الإجراءات المضادة او تسقط في البحر نتيجة خلل فني وقد كان الفرنسيين يلومون الطيارين العراقيين ولكن العراق طلب من فرنسا وبالتحديد شركة داسو المصنعة لطائرات الميراج وال Falcon 50 بتحوير الطائرة العراقية وتزويدها بمنظومة أسلحة مشابهة للميراج وجعلها تحمل صاروخين وبسبب جشع الفرنسيين وعدم اغضاب زبون جيد للاسلحة الفرنسية كالعراق وافقو وأرسل العراق الطائرة الى فرنسا واكملو الفرنسيين العمل المطلوب بسرعة وأصبحت جاهزة لاختبار الطيران في كانون الثاني ١٩٨٧ وقد عانت من بعض المشاكل الا المهندسين تمكنو من أصالاحها وتسليمها للعراق عن طريق التحليق من جزيرة كورسيكا جنوب فرنسا ثم الى اليونان وتركيا وأخيرا هبطت في قاعدة صدام الجوية (حاليا قاعدة القيارة جنوب الموصل) لتنظم. الى باقي طائرات السرب ٨١ المكون من الميراج وأطلق على الطائرة العراقية المحورة اسم وهمي وسميت ب سوزانا.

في يوم ١٧ أيار صدر امر انتقال سوزانا من قاعدة صدام الى قاعدة الوحدة المعروفة ايظا بقاعدة الشعيبة في البصرة وهي تحمل صاروخين بقيادة الطيار ( سنستخدم اسم وهمي هو الرائد محمد بسبب الظروف الأمنية في العراق) وهبطت هناك وتم عادة املاءها وانتظار الليل حين تسلمت أمرية القاعدة رسالة مشفرة( دع الطائر يطير) وأقلعت سوزانا من خلا مسار طيران معروف وهو على طول الساحل الكويتي والسعودي وصولا الى البحرين ثم الانعطاف بزاوية ٩٠ درجة الى جهة ايران حيث المنطقة المحظورة التي اعلنها العراق وما ان وصل الرائد محمد هناك حيث قام بتفعيل الرادار وفحص الخرائط والموقع اكتشف ان هناك هدف على شاشة الرادار ومن خلال خبرته عرف انه هدف بحري متوسط الحجم يبحر قريبا من حافة المنطقة المحظورة وهو على وشك دخول المنطقة لذا افترض بأنها ناقلة نفط وأنها تحاول تفادي الهجوم وسرعان ما أقفل رادار سوزانا ومنظومة اسلحتها على الهدف وقام الرائد محمد باطلاق الصاروخ الاول ولَم يكن شي مختلف للرائد محمد الذي يملك خبرة الف ساعة طيران الاانه هذه المرة سيطلق صاروخا اخر. وأعاد الرائد إجراءات الإطلاق وأطلق صاروخا اخر واستدار الى جهة الشمال ليهبط في قاعدة الوحدة بسلام وكان اخر ظهور لسوزانا في عام ١٩٨٩ من خلال التلفزيون العراقي. في احتفال عرض جوي يظهر الطائرة بمقدمتها المحوّرة التي تحمل الرادار Cyrano IVM وبود التصويب في الوسط وصواريخ ايكسوزيت في الجانب.

لم يعلم في وقتها الرائد محمد انه هاجم سفينة حربية أمريكية ولكنه علم ذلك لاحقا وان طائرة الانذار المبكر الأمربكية رصدته وأمرت طائرتين أف 15 سعوديتين باعتراضه الا انهم لم ينفذو الامر ولَم تشترك سوزانا باي مهمة اخرى بعد كشفت المخابرات الامريكية الامر وبقي الامر سرا تجنبا لإحراج الخارجية العراقية وفِي عام ١٩٨٨ تسلم العراق دفعات من جديدة من طائرات الميراج F1 E6 القادرة على حمل صاروخين من طراز ايكسوزيت فيما جرت بعض التحويرات على سوزانا الى انها انتهت الى ان تستقر في ايران عندما قرر العراق إرسال عدد من طائراته خلال حرب الخليج ١٩٩١

كما أكد اللواء طيار علوان العبوسي إحدى ضباط القوة الجوية العراقية في كتابه نحن نعانق السماء حيث قال " بالنظر للحاجه الملحة للقيام بواجبات جو - سطح ضد السفن الإيرانية لمديات بعيدة في عمق الخليج العربي اقترح العراق على فرنسا تحويل طائرة الفالكون 50 لحمل صاروخين اكزوسيت وتدريب الطيارين عليها وقد وافقت فرنسا على ذلك وأصبحت مقصورة الفالكون مؤلفة من جزئين الأيمن اشبه بمقصورة الميراج الأيسر مقصورة الطائرة الاعتيادية وقد نفذت هذه الطائرة التي اطلق عليها الاسم الرمزي " اليرموك " العديد من المهام الناجحة لمسافات بعيدة وكان احد هذه الواجبات اصابة الفرقاطة ستارك بصاروخين عندما دخلت منطقة الحظر الجوي المعلن عنها وقد أثرت هذه الحادثة على سير المهام البحرية واصبح التنسيق هذه الواجبات يتم مع البحرية الأمريكية المتواجدة في الخليج العربي تفاديا للأخطاء خاصة بعد ازدياد تواجدهم في هذا الخليج " ..