أعلنت القوات الجوية الملكية التايلاندية رسميًا عن قرارها بشراء طائرات JAS 39 Gripen E/F المقاتلة السويدية بدلًا من طائرات F-16 Block 70 لتحل محل طائرات F-16 القديمة. ويأتي هذا القرار في إطار مشروع تحديث تم إدراجه في الميزانية الوطنية للفترة 2025-2029 (2568-2572 في التقويم التايلاندي). ورغم الكشف غير الرسمي عن القرار في 10 يوليو 2024، إلا أنه يمثل خطوة مهمة في استراتيجية الدفاع في البلاد. فالأسطول الحالي من طائرات F-16، التي دخلت الخدمة منذ عام 1988، يعمل منذ أكثر من 36 عامًا، مما يجعل استبدالها أمرًا ضروريًا.
كان اختيار Gripen E/F مدفوعًا بقدراتها التكنولوجية المتقدمة، التي تلبي متطلبات الدفاع الجوي الحديثة. هذه الطائرة متعددة الأدوار، التي طورتها شركة ساب، قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام الجوية، بما في ذلك التفوق الجوي والهجمات الأرضية. تعمل بمحرك توربوفان من طراز F414 من إنتاج شركة جنرال إلكتريك، ويمكن لطائرة Gripen E/F الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 2 ماخ، مع مدى تشغيلي يبلغ 1300 كيلومتر وسقف يبلغ 15800 متر. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرتها على حمل ما يصل إلى 5300 كجم من الذخائر على ثمانية أبراج تحت الجناح وقضيبين للصواريخ على طرف الجناح تسمح لها بالتكيف مع أنواع مختلفة من المهام.
يتماشى اختيار Gripen أيضًا مع هدف القوات الجوية المتمثل في تعزيز التوافق مع القوات الجوية المتحالفة في المنطقة. تم تصميم Gripen E/F، مع قدرتها المحسنة على البقاء وقدراتها القتالية، للعمل في بيئة حرب متعددة الأبعاد، وهو ما يتماشى مع الاحتياجات العملياتية العسكرية الحالية. إن هذا القرار يشكل أيضاً جزءاً من الجهود الرامية إلى الاستفادة من اتفاقية نقل التكنولوجيا (سياسة التعويض)، والتي تهدف إلى تحفيز الاقتصاد الوطني من خلال دمج الابتكارات التكنولوجية من هذا التعاون الدولي.
كانت عملية الاختيار شاملة، حيث شملت مقارنة مفصلة بين جريبن إي/إف و إف-16 بلوك 70، قدمها المارشال الجوي فانباكدي فاتاناكول لوزير الدفاع سوتين كلونجسانج ورئيس الوزراء سريتا ثافيسين. ورغم النظر بجدية في طائرات إف-16، فإن مزايا جريبن أقنعت صناع القرار في نهاية المطاف. ومع ذلك، لم تنسحب الولايات المتحدة تماماً من المفاوضات، حيث تمت دعوة وزير الدفاع سوتين إلى واشنطن لمناقشة إمكانية الاستحواذ الإضافي على طائرات إف-16، على الرغم من استمرار المخاوف بشأن أسعار الفائدة المرتفعة المرتبطة بمقترح القرض الأمريكي.
لا تزال القوات الجوية الملكية التايلاندية ملتزمة بالحفاظ على قدراتها التشغيلية مع الاستمرار في التحديث. كما يضمن اختيار جريبن إي/إف، مع الالتزام بالقيود الميزانية، استمرار فعالية العمليات الجوية في العقود القادمة. ولا يعمل هذا الاستحواذ على تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد فحسب، بل يخلق أيضًا فرصًا للتعاون مع الصناعات التكنولوجية والدفاعية، مما يعزز مكانة تايلاند على الساحة الدولية.
يعكس هذا القرار الاستراتيجي رؤية القوات الجوية الملكية التايلاندية للعقود القادمة، والتي تهدف إلى ضمان بقاء قواتها الجوية في طليعة التكنولوجيا مع دعم التنمية الاقتصادية الوطنية من خلال الشراكات التكنولوجية والصناعية.