ليبيا: ميزان القوى الجوى بين الجيش الوطنى الليبى وقوات السراج

أهم المطارات الليبية التي تسيطر عليها قوات المشير خليفة حفتر، والقوات الجوية التي يمتلكها كل من طرفي النزاع، ودورها في المعارك الدائرة بين قوات حكومة الوفاق وقوات حفتر.

سلاح الجو الليبي اعتمد على تسليح شرقي بالأساس قبل أحداث فبراير 2011 حيث كان عدد القوات الجوية الليبية 23 ألفا موزعين ما بين طيار مقاتل وضباط وجنود، فضلا عن 15 ألفا من المجندين، كما بلغت الطائرات الحربية الليبية 273 طائرة ما بين طائرات مقاتلة ومروحيات وطائرات تدريب.

لكن القوات الجوية الليبية كانت أكثر قطاعات الجيش الليبي تضررا من تلك الأحداث تحت وطأة الضربات المستمرة لحلف الناتو وصراع المليشيات وهروب طائرات خارج ليبيا وخروج طائرات أخرى من الخدمة بعد القصف المستمر للناتو على القواعد الجوية الليبية والمطارات، وحتى الآن لا توجد إحصائيات دقيقة عن حجم الأضرار التي لحقت بسلاح الجو الليبي سبب أحداث فبراير 2011 لكن يجمع كل المتابعين لهذا الشأن على أنها خسائر فادحة.

وحاليا تسيطر القوات المسلحة الليبية التابعة للمشير خليفة حفتر على القواعد الجوية الآتية:
قاعدة جمال عبد الناصر الجوية
وتقع بمدينة طبرق بمنطقة خليج البومبة وتعد أيضا نقطة انطلاق رئيسية للعمليات العسكرية في الشرق الليبي. وتقوم الكتيبة 501 استطلاع بتأمين القاعدة وتتبع قيادة المنطقة الشرقية العسكرية، وكان قائد القاعدة العميد طيار صالح جودة قد لقي حتفه إثر سقوط طائرته في مهمة استطلاع قبل عامين.

وقد حاولت التنظيمات المتطرفة في أعوام سابقة اقتحام القاعدة، لكنها فشلت، ويوجد بها ثلاثة مهابط للطيران وتبلغ مساحتها 40 كيلومتر مربعا، وتضم أيضا مطارا مدنيا

قاعدة ومطار الأبرق
ويقع على بعد 18 كيلومترا من مدينة الأبرق ويضم أيضا مطارا مدنيا، وكان نقطة تمركز وانطلاق رئيسية للجيش الليبي في الشرق للسيطرة على المنطقة الشرقية. وقد سيطرت عليه لمدة طويلة مجموعات مسلحة موالية لتنظيمات متطرفة بعد كر وفر مع قوات القذافي، لكن وبعد إعلان عملية الكرامة سيطرت عليه القوات المسلحة الليبية الموالية لحفتر، وشكل نقطة انطلاق العمليات العسكرية للجيش الليبي في عمليات تحرير مدن الشرق الليبي، خاصة درنة.

مطار بنينا العسكري
ويقع في بنغازي، ثاني مدن ليبيا سكانا، وهو أحد المطارات التي شهدت معارك طاحنة بين قوات القذافي وبين مجموعات ممن ثاروا ضد نظامه وتمت لهم السيطرة عليه، وضل ما يسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" يحكم قبضته عليه حتى انطلاق عمليات الكرامة حيث شهد محيط المطار عمليات هجوم وهجوم مضاد بين قوات حفتر والمليشيات التي كانت تسيطر على أحياء عدة من بنغازي أدت لسقوط مئات العسكريين والمدنيين، وحسمت قوات الجيش السيطرة في نهاية المطاف بعد معارك طاحنة، وتم تسليم الجزء المدني من المطار لوزارة الداخلية الليبية. وتعد السيطرة على المطار نقطة فارقة في نجاح عملية الكرامة في الشرق الليبي، وقد قتلت عناصر بارزة من قيادات تنظيم ما يسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" وقيادات من تنظيم القاعدة لعل أبرزهم أبو طلحة التونسي ومحمد الزهاوي ابو مصعب ويحيى المقصبي.

قاعدة الجفرة العسكرية
وهى أهم القواعد التي استعاد الجيش الليبي السيطرة عليها جنوب غرب سرت، وتضم منطقة الجفرة مدن هون وودان وسوكنة، وكانت القاعدة مسيطر عليها من قبل ما يسمي بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي" وقوات القوة الثالثة التابعة للمجلس العسكري في مصراتة.

وشهدت هذه القاعدة قبل سيطرة الجيش الليبي عليها هبوط طائرات تركية وقطرية لتقديم دعم وإمداد عسكري لجماعات مسلحة تدين بالولاء للدولتين، وسبق للطيران الحربي المصري أن قصفها عقب مقتل أقباط في حادث دير الانبا صموئيل المعترف بالمنيا

قاعدة الوطية
وتقع في الغرب الليبي جنوب العجيلات، وكانت تسمى قاعدة عقبة بن نافع، وتتبع منطقة الجميل، وهى قاعدة جوية عسكرية لا توجد بها طائرات مدنية وتغطى المنطقة الغربية بالكامل، وكانت تستوعب 7 آلاف عسكري ليبي قبل أحداث فبراير.

وتعرضت لعدة غارات من الناتو عام 2011 إلا أن بنيتها التحتية ما زالت قوية وحتى الآن لم تستخدم بشكل فعال في المعارك بين جيش حفتر وحكومة الوفاق.

والقاعدة توجد بها أنواع متعددة من الطائرات الحربية أبرزها سوخوي 22 ، ونجح الجيش الليبي وسلاح الجو في إعادة صيانة عدد لا بأس به من الطائرات التي تضررت في هذه القاعدة بسبب أحداث فبراير وغارات الناتو.

قاعدة براك الشاطئ العسكرية
وهى إحدى أهم القواعد الجوية العسكرية الليبية التي تقع في الجنوب الليبي التي نجحت القوات التي يقودها حفتر في السيطرة عليها مؤخرا بعد معارك طاحنة مع مليشيات إرهابية وقبلية محسوبة على المعارضة التشادية، وهي الخاصرة الشمالية لمدينة سبها ومفتاح الجنوب الليبي، وقد شهدت القاعدة العسكرية عام 2017 هجوما إرهابيا راح ضحيته اكثر من 140عسكريا ليبيا في عملية من أكثر العمليات الإرهابية دموية وعنفا في تلك المنطقة، بعد أن استعاد الجيش الليبي السيطرة عليها عام 2016 وتحريرها من قبضة مليشيا القوة الثالثة التي كانت تسيطر عليها.

قاعدة تمنهنت العسكرية
هي القاعدة التي تعد ركيزة سيطرة الجيش الليبي في الجنوب ونقطة انطلاق عملياته العسكرية، وتقع جنوب سبها، حيث تمكن الجيش الليبي الذي يقوده حفتر من السيطرة عليها في يناير الماضي ضمن عمليات القوات المسلحة الليبية في الجنوب، وتتمركز في المطار الكتيبة 166 مشاه وكتيبة طارق بن زياد، وتستخدم القاعدة كمطار مدني لربط بنغازي ومدن الشرق بالجنوب الليبي.

قاعدة اللويغ العسكرية
وتقع في مدينة القطرون أقصى الجنوب الليبي، وكانت نقطة تمركز لعناصر قبلية تشادية من المعارضة، لكن الجيش الليبي نجح في السيطرة عليها مؤخرا ضمن عملياته العسكرية في الجنوب. وتتمركز في القاعدة بشكل أساسي كتيبة سبل السلام التابعة للجيش الليبي الذي يقوده حفتر.

قاعدة السارة العسكرية
وتقع على الحدود التشادية الليبية 350 كيلومترا جنوب الكفرة، وكانت مسرحا للحرب بين نظام القذافي وتشاد ثم سيطرت عليها مليشيات موالية للمعارضة التشادية قبل أن ينجح الجيش الليبي الذي يقوده حفتر في إعادة السيطرة عليها في يناير الماضي ضمن عملياته في الجنوب. ولتلك القاعدة دور حيوي هام في مكافحة عصابات التهريب والهجرة غير الشرعية، فضلا عن العمليات الموجهة ضد العناصر الإرهابية التي تتسلل للأراضي الليبية من تشاد ودول إفريقيا.

القواعد الجوية العسكرية التي تسيطر عليها حكومة الوفاق

مطار معتيقة

وهي القاعدة العسكرية الأكبر في ليبيا وتبعد 11 كيلو مترا عن شرق طرابلس
وتضم قاعدة عسكرية ومطارا مدنيا وسجنا عسكريا تابعا للمليشيات، المطار بني عام 1923 من قبل المحتل الإيطالي، وعدة مصادر تؤكد أن المطار الذي تعرض للقصف من قبل الطيران الحربي الليبي التابع للمشير حفتر تضرر بشكل كبير رغم استئناف رحلات الطيران المدني به أمس. 

وكان المتحدث العسكري باسم الجيش الليبي قد ذكر أن الغارة الجوية التي استهدفت المطار كان القصد منها طائرتين حربيتين موجودتين بالمطار.

ولا تعد تلك المرة الأولى التي يشهد فيها مطار معتيقة توترا عسكريا حيث شهد عمليات عسكرية بين المليشيات المتناحرة في طرابلس كان آخرها في سبتمبر الماضي وتم إغلاق المطار على إثرها.

وهو الممر الرئيسي الذي كانت المليشيات ثم حكومة الوفاق تتلقي الدعم الخارجي منه سواء من دول أوروبية أو من قطر وتركيا وسيطرت عليه لفترات طويلة مليشيات تابعة للقيادي المحسوب على التيارات الدينية عبد الحكيم بلحاج.

وتجمع مصادر موثوق بها على أن عدد الطائرات الحربية التي يمكن استخدامها في القتال بمطار معتيقة 3 طائرات بعد أن تضرر المطار بشكل كبير.

مطار مصراتة الكلية الجوية

ويبعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة مصراتة ويضم مطارا مدنيا وآخر عسكريا، ويخضع بالكامل لجماعة فجر ليبيا المصنفة كذراع عسكري لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وسبق لتنظيم داعش أن استهدف المطار مرة واحدة إبان عملية البنيان المرصوص، التي كانت تستهدف قتال التنظيم وإخراجه من سرت، وشاركت فيها قوات فجر ليبيا إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني الليبي.

ويضم المطار 12 طائرة حربية متنوعه وقد اتهم اللواء المسماري جماعة فجر ليبيا بأنهم حولوا المطار لقاعدة عسكرية إيطالية بالكامل، مشيرا في تصريحات له إلا أن عدد العسكريين الإيطاليين في القاعدة لا يقل عن 800 عسكري. 

وتشير مصادر موثوق بها إلى أن الدعم العسكري الخارجي الموجه لفجر ليبيا يأتي من خلال مطار مصراتة بعد سيطرة قوات حفتر على قاعدة الجفرة وتمنهت وبقية القواعد الجوية في وسط وجنوب ليبيا.

قاعدة القرضابية الجوية

وتضم مطارا عسكريا وآخر مدنيا وكانت تحظى باهتمام بالغ أيام العقيد معمر القذافي وهي القاعدة العسكرية الأكثر تضررا في ليبيا سواء من الغارات الجوية التي شنت عليها إبان أحداث فبراير، عندما كان المطار تحت قبضة القذافي ثم في القتال بين تنظيم داعش وحكومة الوفاق حيث سيطر التنظيم على المطار لسنوات قبل أن تنجح قوات الوفاق وفجر ليبيا في إخراجه من المطار والمدينة كلها وتلحق الهزيمة به.

ثم تعرض للقصف من قبل القوات الجوية الموالية للمشير حفتر ونتيجة لذلك لم يعد المطار ولا القاعدة العسكرية به مؤهلين لإقلاع الطيران بعدما تضررتا بشكل كبير حيث أصبحتا خارج الخدمة.

وتؤكد مصادر ليبية أن القوات الموالية لحكومة الوفاق وفجر ليبيا لديها طائرات عسكرية متنوعه بين سوخوى 23 و 39. فضلا عن وجود طائرات مروحية أخرى وعدد من الطيارين الأوكرانيين الذين يستخدمون في العمليات العسكرية قدرت نفس المصادر عددهم بـ 8 طيارين.