ستنشر القوات المسلحة السويدية ثماني طائرات مقاتلة من طراز جريبن في بولندا تحت قيادة الناتو لأول مرة. هذا النشر، المخطط له في منتصف عام 2025، هو جزء من التزام السويد المستمر بدعم الدفاع الجماعي لحلف الناتو ومساهماتها المستمرة في الأمن الإقليمي في أوروبا الشرقية.
جاء الإعلان في 6 مارس 2025، بعد أن قدمت الحكومة السويدية اقتراحًا إلى البرلمان السويدي بشأن عملية دفاع جوي تهدف إلى حماية الدعم العسكري والمدني لأوكرانيا. ستساهم المهمة أيضًا في تعزيز مراقبة المجال الجوي لحلف الناتو في بولندا.
تأتي هذه العملية بعد نشر الكتيبة 71 للمشاة الآلية في لاتفيا، والتي كانت أكبر التزام عسكري للسويد خارج حدودها في التاريخ الحديث. كجزء من جهود الدفاع لحلف الناتو، تشير هذه المهمة إلى "الوضع الطبيعي الجديد" للدفاع السويدي، كما أوضح المقدم هنريك روسدال، قائد الوحدة المنتشرة.
في الفترة ما بين 1 مايو و31 أغسطس 2025، ستنشر السويد ثماني طائرات مقاتلة من طراز JAS-39 Gripen في بولندا، حيث ستساعد في حماية الممرات اللوجستية الحاسمة للدعم العسكري والمدني الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا. هذا الدعم، الذي يتم تقديمه من خلال برنامج تدريب الأمن والمساعدة التابع لحلف شمال الأطلسي (NSATU)، ضروري للحفاظ على تدفق المساعدات والإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا. تشمل المساهمة السويدية أيضًا تعزيز قدرات المراقبة الجوية والبحرية.
حاليًا، يتم إدارة المراقبة الجوية لحلف شمال الأطلسي في بولندا بواسطة أربع قاذفات مقاتلة نرويجية من طراز F-35A متمركزة في قاعدة بوزنان-كرزيسيني الجوية. ومع ذلك، فإن النشر السويدي من شأنه أن يعزز من جاهزية حلف شمال الأطلسي العملياتية في المنطقة، مما يعزز قدرة التحالف على مراقبة وحماية مجاله الجوي.
أبرزت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرجارد أهمية هذه المهمة، مؤكدة أن طائرات Gripen ستحمي المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي وتضمن استمرار أمن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا. وأشارت أيضًا إلى أن بولندا تعمل كمركز لوجستي حاسم لهذه الإمدادات.
أكد وزير الدفاع بول جونسون على الأهمية المزدوجة لهذا الانتشار. وقال جونسون: "هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها طائرات مقاتلة سويدية في المراقبة الجوية فوق أراضي حليف آخر لحلف شمال الأطلسي. وهي أيضًا المرة الأولى التي تشارك فيها طائرات سويدية في مهمة مراقبة المجال الجوي المعززة لحلف شمال الأطلسي في الخارج".
وأكد الوزير أيضًا على أهمية المهمة في الحد من خطر العدوان الجوي الروسي المحتمل. وطمأن إلى أن النشر لن يضعف موقف الدفاع السويدي، بل سيساهم بدلاً من ذلك في أمنها مع تعزيز التوافق مع القوات الجوية لحلف شمال الأطلسي.