حقق صاروخ كروز SOM-J، المُطور بالتعاون بين TÜBİTAK SAGE وRoketsan، إنجازًا باختبار ناجح ضد هدف بحري، مُمثلًا بذلك خطوةً مهمةً في تعزيز قدرات تركيا الهجومية. في 21 مارس 2025، أطلقت طائرة F-16 من سرب الاختبار 401 التابع لسلاح الجو التركي الصاروخ، الذي أصاب هدفه المُحدد بدقة في البحر، مُثبتًا فعاليته التشغيلية وتعدد استخداماته.
يُمثل هذا الاختبار أول استخدام لصاروخ SOM-J ضد هدف سطحي. صُمم الصاروخ في البداية لتوجيه ضربات ضد أهداف برية، ثم عُدِّل ليُهاجم المنصات البحرية. بفضل قدراته الملاحية المتقدمة، يُمكن نشره على كلٍ من الطائرات المأهولة والمركبات الجوية القتالية المُسيّرة (UCAVs) مثل Kaan وKizilelma وAnka-3. يُبرز دمجه في حجرات الأسلحة الداخلية لطائرات الجيل التالي مرونته وتوافقه مع متطلبات القتال الحديثة.
يضم صاروخ SOM-J العديد من الميزات التقنية الرئيسية، بما في ذلك مدى يصل إلى 275 كيلومترًا، وسرعة عالية دون سرعة الصوت، ورأس حربي يزن 140 كجم. يدمج نظام التوجيه الخاص به تقنيات ملاحة متعددة، بما في ذلك نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والملاحة النسبية للتضاريس (TRN)، واكتساب الهدف التلقائي (ATA). زُوّد الصاروخ بباحث تصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR) لتعزيز دقة الاستهداف في المرحلة النهائية. يزيد المقطع العرضي الراداري المنخفض للصاروخ ومقاومته للإجراءات المضادة الإلكترونية من قدرته على البقاء في البيئات المتنازع عليها.
سلط وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاجر، الضوء على إمكانات الصاروخ على وسائل التواصل الاجتماعي، مُشيرًا إلى أن صاروخ SOM-J سيُعزز قوة القوات المسلحة التركية. أكد على قدرته على تحييد الأهداف عالية القيمة من مسافة بعيدة، وميزاته المتقدمة، بما في ذلك التحكم بعد الإطلاق عبر رابط البيانات، وتحديثات الأهداف، وإلغاء المهام، وكبت انبعاثات الرادار.
أظهرت اللقطات التي نشرها كاجير طائرة إف-16 وهي تقلع مع تركيب صاروخ SOM-J تحت جناحها قبل إطلاق الصاروخ. صوّر الفيديو الصاروخ وهو يصيب هدفًا موضوعًا على بارجة في البحر، على الرغم من عدم ظهور أي انفجار، مما يشير إلى أن الصاروخ التجريبي كان غير مُسلّح. أكدت شركة توبيتاك للأبحاث العلمية والتكنولوجية أن صاروخ SOM-J قد أثبت بنجاح كامل وظائفه من حيث اتصال رابط البيانات، والمدى الأقصى، ودقة الضربة.
يتماشى تطوير صاروخ SOM-J مع استراتيجية تركيا لتعزيز استقلاليتها التكنولوجية في إنتاج صواريخ كروز. صُمم الصاروخ في البداية للدمج في برنامج مقاتلة F-35 المشتركة (JSF)، ثم أُعيد تصميمه ليُستخدم في منصات وطنية بعد استبعاد تركيا من البرنامج. أصبح النظام متوافقًا الآن مع طائرات F-16، وسيتم نشره أيضًا على طائرات بدون طيار مثل Bayraktar Akıncı وKizilelma، مما يوسع نطاقه التشغيلي داخل القوات المسلحة التركية.
كما رحّب هالوك غورغون، رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية (SSB)، بالتجربة الناجحة، مشيرًا إلى أن صاروخ SOM-J يمثل خطوة مهمة في جهود تطوير الصواريخ في البلاد. ووصفه بأنه عنصر أساسي في صناعة الدفاع التركية، مشيرًا إلى قيمته الرادعة وقدراته الهجومية.
بفضل قدرته على إصابة الأهداف البرية والبحرية، يلعب صاروخ SOM-J دورًا حاسمًا في قدرات الضربات الدقيقة للجيش التركي. تصميمه المدمج وتوافقه مع حجرات الأسلحة الداخلية يجعله عنصرًا أساسيًا في الحرب الحديثة، حيث يُعد التخفي والدقة أمرًا أساسيًا. يعكس دمج الصاروخ في أنظمة الدفاع التركية ونشره على منصات جوية متعددة جهود البلاد الرامية إلى إنشاء صناعة دفاع مكتفية ذاتيًا.
يمثل الاختبار الناجح مرحلة جديدة في تطوير صاروخ SOM-J وبرنامج الصواريخ التركي. من خلال تطوير أنظمة أسلحة ذاتية التشغيل ومرنة، تواصل تركيا توسيع قدراتها الهجومية بعيدة المدى بما يتماشى مع الاحتياجات التشغيلية المتطورة. ومن المتوقع أن يظل صاروخ SOM-J عنصرًا أساسيًا في العمليات الجوية المستقبلية، مما يعزز دوره في الترسانة الاستراتيجية للبلاد.