أعلن الجيش البريطاني في 6 مارس 2025، أن طائرة بدون طيار من طراز MQ-9A Reaper تابعة للقوات الجوية الملكية نفذت ضربة دقيقة ضد إرهابي من داعش في محافظة حلب، سوريا، كجزء من عملية Shader. هذه المهمة هي جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة المتحدة لمواجهة بقايا المنظمة الإرهابية، التي لا تزال تشكل تهديدًا على الرغم من فقدان سيطرتها الإقليمية.
وقعت العملية يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025، عندما كانت الطائرة Reaper تقوم بمهمة استطلاع مسلحة فوق المنطقة. حدد الطاقم، المكون من طيار ومشغل استشعار ومنسق استخبارات المهمة، الهدف وحافظ على المراقبة لتقييم الوضع. بمجرد عزل الفرد، مما قلل من المخاطر على المدنيين، نفذت الطائرة Reaper الضربة باستخدام صاروخ AGM-114 Hellfire، مما أدى إلى القضاء على التهديد بدقة.
وتسلط هذه المهمة الضوء على التزام المملكة المتحدة المستمر بمنع أي محاولات من جانب داعش لإعادة تجميع صفوفها في المنطقة. فمنذ إطلاق عملية شادر في عام 2014، نفذت القوات البريطانية، بما في ذلك طائرات ريبر بدون طيار وطائرات تايفون المقاتلة، العديد من الضربات ضد أهداف استراتيجية ومقاتلي داعش، مما أدى إلى تقليص قدراتها العملياتية.
طائرة MQ-9A Reaper هي نظام جوي بدون طيار متوسط الارتفاع وطويل الأمد مصمم للمراقبة والضربات الدقيقة. وهي مجهزة بكاميرات كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء، ورادار فتحة تركيبية، ومحددات ليزر، مما يتيح الاستطلاع في الوقت الحقيقي وتحديد الهدف بدقة عالية. وتشمل تسليحها صواريخ هيلفاير وقنابل جي بي يو-12 بيفواي 2 الموجهة بالليزر، مما يوفر قدرات الضربات المستهدفة مع تقليل التأثير الجانبي.
تم تطوير الطائرة MQ-9A Reaper بواسطة شركة General Atomics Aeronautical Systems، وهي تعمل بمحرك توربيني من طراز Honeywell TPE331-10، وتصل سرعتها القصوى إلى 240 عقدة في الثانية وارتفاع يصل إلى 50000 قدم، مع قدرة على التحليق لمدة 27 ساعة. وهي مصممة لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والضربات الدقيقة، مع سعة حمولة تبلغ 3850 رطلاً، بما في ذلك 3000 رطل من المخازن الخارجية. تتميز بنيتها الإلكترونية بالتكرار الثلاثي ونظام التحكم في الطيران المتسامح مع الأخطاء، مما يضمن موثوقية عالية في العمليات.
يتضمن تسليح Reaper صواريخ AGM-114 Hellfire وقنابل GBU-12 Paveway II الموجهة. وهي مجهزة أيضًا برادار Lynx متعدد الأوضاع ورادار مراقبة بحرية ونظام MTS-B الكهروضوئي/الأشعة تحت الحمراء، مما يوفر الوعي الظرفي في الوقت الفعلي وتتبع الهدف. يسمح نظام إدارة المخازن المتوافق مع MIL-STD-1760 بتكوينات مهام مرنة. يتم التحكم فيه عبر روابط بيانات SATCOM C-Band و Ku-Band، ويمكن قيادته عن بعد أو تشغيله في وضع شبه مستقل، مما يضمن المرونة التشغيلية.
يتم تشغيل Reaper بواسطة السربين 13 و 39 التابعين لسلاح الجو الملكي، المتمركزين في RAF Waddington، على الرغم من أن المهام تُجرى عن بُعد من قواعد في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. يتولى طاقم أرضي عمليات الإطلاق والاسترداد، بينما يقوم طاقم المهمة بتشغيل الطائرة وأنظمتها عبر رابط قمر صناعي آمن، مما يتيح الاتصال الفعال عبر الأفق.
منذ عام 2014، لعبت القوات البريطانية دورًا رئيسيًا في مواجهة داعش، حيث نفذت ضربات متعددة ضد البنية التحتية ومخابئ الأسلحة ومواقع العدو في العراق وسوريا. في عام 2024، وقعت عدة عمليات، بما في ذلك في 21 أبريل، عندما دمرت طائرات تايفون FGR4 قاذفة صواريخ تستهدف قوات التحالف، وفي 18 يونيو، عندما نجحت طائرة ريبر في الاشتباك مع مقاتل آخر من داعش في الصحراء السورية. وقد تباين عدد الغارات الجوية على مر السنين بناءً على التهديد المتطور، حيث تم تسجيل ثلاث غارات في عام 2022 وثلاث عشرة غارة في عام 2021.
على الرغم من أن ريبر كان من المقرر في البداية أن تتقاعد في عام 2015، فقد تم تمديد استخدامها العملياتي بسبب أهميتها المستمرة، وخاصة في عملية شادر. ومع ذلك، فإن برنامج الاستبدال جارٍ، مع إدخال طائرة بروتيكتور بدون طيار، والتي ستعزز بشكل أكبر قدرات المراقبة والضرب البريطانية.
تؤكد هذه الضربة الأخيرة على الدور العملياتي للمملكة المتحدة في مكافحة داعش ومنع عودة ظهور الجماعة. وفي حين لم يعد داعش يسيطر على أراضٍ كبيرة، فإن أنشطته التمردية لا تزال تتطلب يقظة مستمرة من قوات التحالف، مع بقاء المملكة المتحدة مساهمًا رئيسيًا في عمليات مكافحة الإرهاب الجارية.