يقوم الجيش الروسي حاليًا باختبار الدبابات التي يتم التحكم فيها عن بعد، والمعروفة أيضًا باسم RTKs، بما في ذلك الدبابات الأوكرانية T-72AMT التي تم الاستيلاء عليها. تتضمن هذه المبادرة تعديل المعدات الموجودة لدمج قدرات التحكم عن بعد، مما يشير إلى تحرك استراتيجي نحو دمج المركبات غير المأهولة مثل Uran-9 وT-72B3 Sturm في العمليات العسكرية للتعويض عن الخسائر البشرية في أوكرانيا.
يُظهر مقطع فيديو تمت مشاركته على قناة Telegram الروسية تشغيل الدبابة T-72AMT بواسطة طاقم مكون من شخصين: أحدهما يتعامل مع الحركة والمناورة، والآخر يتحكم في نظام الأسلحة باستخدام المعدات الموجودة عادةً في طائرات FPV بدون طيار.
ومن المثير للدهشة أن قرار تعديل الدبابات التي تم الاستيلاء عليها بدلاً من انتظار نشر الدبابات التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي تم التخطيط لها مسبقًا (RTKs) قد أثار جدلاً داخل مجتمع الدفاع الروسي. تعرب بعض الأصوات عن مخاوفها من أن هذه الإجراءات قد تؤثر على المجمع الصناعي العسكري، مما قد يؤدي إلى تعطيل مشاريع البحث والتطوير طويلة المدى. ويحثون وزير الدفاع الجديد على معالجة هذه الجهود وتسليط الضوء على أهمية دعم مكاتب التصميم ومعاهد البحوث القائمة.
يمكن للدبابات التي يتم التحكم فيها عن بعد أن توفر العديد من المزايا الاستراتيجية للقوات الروسية في أوكرانيا. ومن خلال تقليل الحاجة إلى المشغلين البشريين في البيئات عالية الخطورة، تقلل هذه الدبابات من تعرض الأفراد للقتال في الخطوط الأمامية، وبالتالي الحفاظ على القوى العاملة وتقليل الخسائر. وتعتبر هذه القدرة ذات قيمة خاصة لمهام الاستطلاع في التضاريس الخطرة أو غير المعروفة، مما يعزز سلامة وفعالية عمليات جمع المعلومات الاستخبارية.
إن دمج الدبابات التي يتم التحكم فيها عن بعد مع الأنظمة الأخرى غير المأهولة، مثل الطائرات بدون طيار، يسمح باستراتيجية أكثر تنسيقًا في ساحة المعركة. يعمل هذا التآزر بين المركبات الجوية والبرية على تحسين المشاركة المستهدفة والكفاءة التشغيلية. مجهزة بتقنيات متقدمة مثل الأبراج الآلية والذخائر الموجهة بدقة، يمكن للدبابات التي يتم التحكم فيها عن بعد أن تؤدي أدوارًا مختلفة، بدءًا من الدعم القتالي المباشر إلى المهام اللوجستية، مما يجعلها أدوات متعددة الاستخدامات في العمليات العسكرية.
علاوة على ذلك، توفر الدبابات التي يتم التحكم فيها عن بعد حلاً فعالاً من حيث التكلفة في النزاعات الطويلة الأمد من خلال تقليل العبء اللوجستي المرتبط بالطواقم البشرية. إنها تتيح عمليات مستدامة حتى في ظل نيران العدو الكثيفة أو في البيئات الخطرة، مما يضمن القدرة التشغيلية المستمرة. هذه المزايا تجعل من الدبابات التي يتم التحكم فيها عن بعد رصيدا قيما للقوات الروسية في مواصلة الحملات العسكرية الطويلة في أوكرانيا.
قاعدة RTK، T-72AMT، هي نسخة مطورة من دبابة القتال الرئيسية T-72A، التي طورها مصنع كييف المدرع في أوكرانيا. يتضمن هذا البديل تحسينات تعتمد على الخبرة القتالية للقوات الأوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوهانسك (الأوبلاستات) الخاضعتين لسيطرة القوات العسكرية الروسية والانفصاليين الموالين لروسيا. يتميز T-72AMT بمدفع أملس 125 ملم 2A46 يطلق قذائف خارقة للدروع ومثبتة بزعانف (APFSDS)، وقذائف شديدة الانفجار مضادة للدبابات ومثبتة بزعانف (HEAT-FS)، وقذائف شديدة الانفجار مثبتة بزعانف (HE-FRAG-FS) جولات. بالإضافة إلى ذلك، يمكنها إطلاق صاروخ "قتالي" موجه بالليزر، قادر على اختراق 750 ملم من الدروع على مدى يصل إلى 5 كيلومترات.
يتضمن T-72AMT محطات راديو رقمية جديدة من Aselsan وLybid K2، مما يعزز التواصل مع وحدات المشاة. وهي مجهزة بأجهزة رؤية ليلية من الجيل الثالث لجميع أفراد الطاقم، ويمتلك المدفعي كاميرا للرؤية الخلفية ومنظار رؤية ليلية للتصويب. تحتوي الدبابة على درع مطور، وحزمة طاقة في الخلف، وتتميز بنظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية. كما أنه يدعم قدرات القيادة تحت الماء.
لقد عمل الجيش الروسي بنشاط على تطوير ونشر RTKs، مع التركيز بشكل خاص على نموذج Uran-9. Uran-9 هي مركبة شبه مستقلة مصممة لمهام الاستطلاع والدعم الناري. وهي مجهزة بمدفع آلي عيار 30 ملم، وصواريخ أتاكا المضادة للدبابات، وقاذفات لهب شميل. يمكن التحكم في هذه الدبابة عن بعد من مسافة تصل إلى 1.8 ميل، وهي مخصصة لدعم وحدات المشاة بدلاً من العمل بشكل مستقل.
وأظهرت المناورات العسكرية الروسية "زاباد-2021" تكامل الأنظمة الروبوتية مع الوحدات التي يديرها الإنسان، حيث وفّر "أوران-9" التغطية النارية والاشتباك مع الأهداف إلى جانب وحدات البنادق الآلية. وعلى الرغم من تسليحه المتقدم وقدرته على إطلاق الصواريخ الموجهة وتنفيذ هجمات منسقة خلال مناورات "زاباد-2021"، إلا أن "أوران-9" واجه تحديات أثناء الاختبارات الميدانية. وفي سوريا، تم إعاقة أدائها بسبب مشاكل في نظام التحكم عن بعد، ونطاق أجهزة الاستشعار المحدود، ومشاكل في الاستقرار والاستجابة. وقد أدت أوجه القصور هذه إلى مزيد من التعديلات والاختبارات الإضافية من قبل الجيش الروسي لتحسين فعاليته التشغيلية.
بدأت Uralvagonzavod (UVZ) أيضًا في اختبار دبابة Sturm التي يتم التحكم فيها عن بعد، والمبنية على هيكل الدبابة T-72B3 والمخصصة للنشر على خط المواجهة الأوكراني. بدأ تطوير هذه الدبابة غير المأهولة بواسطة شركة UVZ قبل بداية الصراع الأوكراني، ولكن يبدو أن التطورات الأخيرة قد أدت إلى تسريع تقدمها. ويتضمن برنامج الاختبار تدريبات بالذخيرة الحية ضد سيناريوهات مستهدفة مختلفة، مع التركيز على استخدام السلاح الأساسي للروبوت، وهو مدفع قصير الماسورة عيار 125 ملم.
يستخدم مشروع Sturm، الذي تم تنفيذه بناءً على طلب وزارة الدفاع الروسية، تقنيات الأتمتة من دبابة T-14 Armata، والتي كان من المقرر أيضًا إنتاجها في نسخة غير مأهولة. ومع ذلك، تم اتخاذ القرار ببناء الدبابة الآلية الجديدة على منصة T-72B3 الأقدم والفعالة من حيث التكلفة. T-72B3 هي نسخة مطورة من دبابة T-72B الموجودة حاليًا في الخدمة مع الجيش الروسي. تشمل التحسينات مدفع أملس 125 ملم 2A46M-5، مزود بغطاء حراري من السبائك الخفيفة وأداة تفريغ للتجويف. يسمح نظام الأسلحة الموجهة لكل من المدفعي والقائد بإطلاق صواريخ موجهة بالليزر، بما في ذلك 9M119 AT-11 'Svir' أو 9M119M Refleks، بمدى أقصى يصل إلى 5000 متر خلال العمليات النهارية والليلية.
يشمل مشروع Sturm RTK أربعة أنواع مختلفة من المركبات القتالية. يتميز الإصدار الأول بمدفع عيار 125 ملم مع ماسورة قصيرة، في حين أن الثاني مصمم للصواريخ أو قاذف اللهب للمشاة الذي يعمل بالدفع الصاروخي برأس حربي من نوع Shmel-M. يتضمن التكرار الثالث تحويل مركبة الدعم الناري Terminator إلى نسخة آلية، مزودة بمدفعين عيار 30 ملم، وتنشر صواريخ حرارية بدلاً من الصواريخ المضادة للدبابات. في منتدى Army-2023، قدمت UVZ نسخة بديلة قائمة على T-72 من مركبة دعم الدبابات Terminator (BMPT)، مما يشير إلى إمكانية ترقية دبابات T-72 التي تم إخراجها من الخدمة إلى مركبات جاهزة للقتال مماثلة لـ BMPT. يتصور البديل الرابع مركبة بدون طيار تعمل جنبًا إلى جنب مع نظام إطلاق الصواريخ الحراري TOS-1A.