أخبار: الصومال تستلم هليكوبتر هجومية تركية الصنع طراز T129 ATAK

تتخذ الصومال خطوة جديدة في تحديث قواتها المسلحة باقتنائها مروحية الهجوم T129 ATAK، التي طورتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية. يمثل هذا الاستحواذ نقطة تحول للقوات الجوية الصومالية في سعيها لتعزيز قدراتها العملياتية لمواجهة التهديدات الأمنية المستمرة. في سياق لا يزال فيه القتال ضد حركة الشباب المجاهدين، التابعة لتنظيم القاعدة، أولوية، تستثمر الصومال في أصول جوية أكثر فعالية لتأمين أراضيها وتحسين عمليات مكافحة التمرد.

T129 ATAK هي مروحية هجومية ثنائية المقعد، مصممة للدعم الجوي القريب، والاستطلاع المسلح، والضربات الدقيقة. تم تصميمها بناءً على منصة A129 Mangusta، وقد تم تعديلها لتلبية احتياجات القوات المسلحة التركية قبل أن تجذب اهتمام دول أخرى، بما في ذلك الصومال. تتميز هذه المروحية بقدرة عالية على المناورة، بفضل دوارها الرئيسي ذي الخمس شفرات ودوار الذيل ذي الشفرتين، مما يسمح لها بالعمل بكفاءة في البيئات الصعبة. وهي مجهزة بإلكترونيات طيران متطورة، وتتميز بنظام تحكم آلي في الطيران، ونظام ملاحة بالقصور الذاتي مدمج مع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ومنظار مثبت على الخوذة لتحديد الأهداف بسرعة في عمليات الليل والنهار. تعمل بمحركين من طراز LHTEC T800-4A، وتبلغ سرعتها الإبحارية 269 كم/ساعة، ويبلغ مداها الأقصى 1000 كم، مما يوفر مرونة تشغيلية كبيرة.

صُممت تسليح المروحية لتكون متعددة الاستخدامات في سيناريوهات القتال. وهي مجهزة بمدفع جاتلينج عيار 20 مم مثبت على البرج، قادر على إطلاق ما يصل إلى 500 طلقة، وأربع نقاط تعليق يمكنها حمل حمولة تصل إلى 1200 كجم. يمكن تسليحها بصواريخ UMTAS المضادة للدبابات، وصواريخ Cirit الموجهة عيار 70 مم، وصواريخ جو-جو، وحاويات مدافع عيار 12.7 مم. تتيح هذه الترسانة المتنوعة لطائرة T129 دعم القوات البرية وتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف محددة. ولتعزيز قدرتها على البقاء في البيئات المعادية، تم تجهيز الطائرة بتدابير مضادة متطورة، بما في ذلك طعوم الأشعة تحت الحمراء، وجهاز تشويش الترددات الراديوية، ونظام تحذير صاروخي، وكشف التهديدات بالرادار، مما يحسن من قدرتها على مواجهة تهديدات أرض-جو.

يُبرز دمج طائرة T129 ATAK في القوات المسلحة الصومالية تعزيز التعاون العسكري بين الصومال وتركيا. وقد نمت هذه الشراكة على مر السنين، لا سيما من خلال إنشاء قاعدة TURKSOM العسكرية في مقديشو، حيث تتلقى القوات الصومالية التدريب وتستفيد من نقل التكنولوجيا. ويُعد وصول طائرة T129 جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لإضفاء الطابع المهني على الجيش الصومالي وتجهيزه، بهدف تحديث قدراته مع تقليل الاعتماد على التدخلات العسكرية الأجنبية. بفضل قدرتها على العمل بشكل مستقل في بيئات عملياتية معقدة، تُعدّ طائرة T129 أداةً أساسيةً للسيطرة على المناطق الرئيسية وتحقيق الاستقرار فيها.

وفي الوقت نفسه، زوّدت تركيا الصومال بطائرة بدون طيار من طراز Bayraktar Akıncı، وفقًا لما أوردته مجلة Army Recognition، مُكمّلةً بذلك القدرات الجوية للصومال. ومع ذلك، يكتسب اقتناء طائرة T129 ATAK أهميةً خاصة نظرًا لقدرتها على تنفيذ عمليات استجابة سريعة وتوفير دعم ناري دقيق للقوات البرية. كما أن قدرتها على التكيف مع الحرب غير المتكافئة تجعلها أداةً أساسيةً في مواجهة التحديات الأمنية التي تُشكّلها الجماعات المسلحة العاملة في المناطق النائية.

يتماشى قرار الصومال اقتناء طائرة T129 ATAK مع أهدافها الاستراتيجية الأوسع، لا سيما في عمليات مكافحة التمرد وجهود تأكيد السيادة العسكرية. وتعمل الحكومة على تطوير قدرة قتالية جوية وطنية، مما يُقلل الاعتماد على القوات الأجنبية لضمان أمن أراضيها. وبفضل قدراتها متعددة الأدوار وفعاليتها القتالية، تُوفّر طائرة T129 للقوات المسلحة الصومالية منصةً سريعةً وفعّالةً للاستجابة للتهديدات الأمنية المُستمرة.

بضم هذه المروحية الهجومية إلى ترسانتها، تُحرز الصومال تقدمًا ملحوظًا نحو تعزيز قدراتها العسكرية. ويعكس هذا الاستحواذ التزام البلاد بتحسين قدراتها الدفاعية والهجومية، مع تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع تركيا. وليس وصول طائرة T129 ATAK عملية شراء منفردة، بل هو جزء من عملية تحول أوسع نطاقًا للجيش الصومالي، تهدف إلى تحديث عقيدته العسكرية وتعزيز استقلاليته العملياتية في مواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية.